اعترافات فتيات فقدن العذرية: غشاء البكارة لا يعنينا.. والعلاقة الكاملة أبلغ تعبير عن الحب.. نواجه المجتمع الرجعي بالترقيع.. "مروة" فقدت عذريتها ولم تعترف لزوجها.. و"شيري" فقدتها على يد ابن عمها
"غشاء البكارة والعذرية".. وجهان لعملة واحدة في مجتمعنا، هما أغلى كنز عند كل فتاة، لا تفرط فيه إلا لمن يصبح زوجا لها، على خلاف المجتمعات الغربية التي تبيح للفتاة، بل تطالبها أن تقيم علاقة جنسية كاملة متى بلغت سن المراهقة، بل إن الفتاة التي لا تدخل في علاقة خلال سن المراهقة يعتبرونها تعاني من عقد نفسية.
وفي مجتمعاتنا العربية، وعلى الرغم من اختلاف الأديان، إلا أن الفتاة التي تفرط في عذريتها قبل الزواج تصبح "منحلة"، فليس هناك رجل شرقي يوافق على الارتباط بفتاة فقدت غشاء البكارة وفقدت معه عذريتها، بل أحيانا يتخلى عمن سلمته نفسها باسم الحب، بحجة أن من تفعل ذلك لا يمكن أن تؤتمن على اسمه وشرفه.
الغريب في الأمر، أن هناك شريحة مجتمعية من الفتيات "كفرن بكل هذه القيم والمبادئ"، ولم يعد يمثل لهن غشاء البكارة هذا الكنز الثمين الذي يجب أن يحافظن عليه، وأصبحن يفرطن فيه لأول من يطرق باب قلوبهن، دون حتى التفكير في خطوة الزواج، ويرون أن العلاقة الجنسية الكاملة أبلغ تعبير عن الحب، ومسألة العذرية "موضة قديمة وراحت عليها"، بحسب قولهن.
"فيتو" التقت بفتيات يعتنقن هذا المذهب في التفكير، وتستعرض قصة كل واحدة في السطور التالية..
تقول "مروة": "أبلغ من العمر 29 عاما، وأعمل في الوسط الإعلامي، تعرفت على شاب من 7 سنوات كان زميلا لي، ارتبطنا بأجمل قصة حب، عرفت معه طعم السعادة، وعشنا أجمل سنوات عمرنا، وبعد نحو عام من تعارفنا، وعندما تأكدنا أن كل واحد فينا لن يستطيع الحياة دون الآخر، فقدت معه عذريتي، لأسباب كثيرة، منها لأن الجنس ما هو إلا تعبير عن الحب، بل هو أبلغ معاني التعبير عن الحب، ولأني كنت أثق في مدى حبه لي، ولأن رغبتنا في بعضنا البعض فاقت كل الحدود".
وتضيف: "لكن القدر لم يشأ أن نتزوج، والسبب هو الخلافات العائلية بين أسرتي وأسرته، التي وصلت لأبعد مدى، واستحال معها زواجنا، فانفصلنا، ولكن مسألة فقدي لعذريتي لم تكن تؤرقني كثيرا، لأنني أعلم جيدا أن عمليات الترقيع أصبحت سهلة الآن، وبالفعل خضعت للعملية، ومتزوجة الآن، وبالطبع لم اعترف لزوجي بما حدث، لأننا لازلنا نعيش في مجتمع رجعي لا يعترف بوسائل التعبير عن الحب".
وتروي "ماهي" قصتها فتقول: "عمري الآن 34 عاما وأعمل مهندسة اتصالات، وأجد أن مسألة حفاظ الفتاة على غشاء البكارة لبعد الزواج أمر عفى عليه الزمن، ولم تعد مشكلة أن تفرط الفتاة في عذريتها، فالأمر له شقان، إما أنها ستكمل حياتها مع من سلمته نفسها، وهنا ليست هناك أدنى مشكلة، وإما لن يستطيعا الاستمرار سويا لأي سبب من الأسباب، ووقتها إذا ارتبطت بشخص متحضر لن يهتم بهذه الأمور، وإن لمست التفكير الرجعي فيه، فيمكنها أن تخضع لعملية ترقيع، فأين المشكلة؟".
وترى "ماهي": "إن تحدثنا عن الحرام والحلال، فيجب وقتها أن نمنع اختلاط الفتيات بالشباب من البداية، حتى نطبق الحلال فعليا، لا أن نأخذ ما يعجبنا ونترك ما لا يعجبنا".
وتعود لقصتها قائلة: "تعرفت على زميل لي في الجامعة، وارتبطنا بقصة حب خيالية، تمت خطبتنا بعد عامين من ارتباطنا غير الرسمي، ولأننا كنا نعشق بعضنا، لم نفكر في مسألة العذرية وغشاء البكارة، والتقينا في علاقة كاملة، وكنا أسعد اثنين، وظلت علاقتنا حتى تخرجنا، ولكن للأسف توفي في حادث سيارة، وظللت بعده حزينة لسنوات، اعتزلت الحياة، وقررت عدم الزواج، وبعدها تقابلت مع شاب استطاع أن ينسيني الماضي بكل آلامه، وأحببته جدا، ومن فرط حبي له اعترفت له بكل تفاصيل علاقتي السابقة، لكني اكتشفت أنه رجعي وتركني عندما علم بحقيقة علاقتي بخطيبي السابق، فقررت عدم الارتباط بأي شاب رجعي التفكير، وأنا -الآن- أعيش حياتي وحدي سعيدة مستمتعة بنجاحي في عملي".
أما "شيري" فتحكي قصتها قائلة: "عمري 27 عاما، واعمل في الوسط الإعلامي، وأعيش منذ طفولتي قصة حب مع ابن عمي، والعائلة كلها تعلم وتشهد على قصة حبنا، واعتبر نفسي تربيت على يديه، وكان داعما لي في كل خطوات حياتي سواء في دراستي أو في عملي، وهو من جعلني أؤمن بأن الحب هو أن يذوب كل طرف في الآخر، وألا تكون بينهما أي حدود من أي نوع، وبالفعل سلمت له نفسي، وفقدت عذريتي، ولم أشك في تخليه عني لحظة واحدة، وبالفعل تم زواجنا ولازلت أعيش معه أجمل سنوات حياتي، وبالفعل أرى أن مسألة غشاء البكارة والعذرية أمر لم يعد بذي الأهمية التي كان بها قديما، فطالما أن وثقت في الإنسان الذي أحبه وسلمته قلبي، فليس هناك أغلى من قلبي، حتى وإن كانت عذريتي".