رئيس التحرير
عصام كامل

سوق المنولوج "جَبَرْ"

فيتو

خفة ظل المواطن المصري، جعلته يخلق الفكاهة ويبتدع الضحكة من قلب المعاناة، ويستغل أزماته في صناعة "النكتة" و"الإفيهات" الكوميدية، لذلك اشتهر عدد كبير من المنولوجيست ومحترفي إلقاء "النكتة" حتى أصبحوا في ثمانينيات القرن الماضي نجومًا لا يقلون أهمية عن نجوم السينما والغناء، وكان على رأسهم حمادة سلطان وفيصل خورشيد وعادل الفار ومحمود عزب، ولا أحد ينسى الراحل محمود شكوكو الذي قاد مبدعي هذا المجال في خمسينيات القرن الماضي حتى وفاته عام 1985.


الغريب في الأمر أن فن النكتة والمنولج اختفى بشكل شبه نهائي من مصر والتي تعتبر هي المصدر لهذا الفن في العالم العربي أجمع.

ولم يعتمد فن النكتة على الشخص الذي يقوم بإلقائها فقط بل هناك العديد من الأشخاص ممن شاركوا في خروجها إلى النور بداية من مؤلف "النكت" لمعلم طريقة الإلقاء حتى تصل إلى المنولوجيست الذي يلقيها على مسامع الجمهور.

وكان من أشهر مؤلفي النكتة "فاضل عبدالله" الذي كان يتعامل مع كل نجوم فن المنولوج في مصر عن طريق بيع النكت التي يكتبها له.
في هذا الإطار يقول الفنان عادل الفار، إن ثمن النكتة كان يتراوح بين 10 جنيهات و25 جنيهًا في التسعينيات، وذلك حسب قوة النكتة وفكرتها، وكانت هناك أوقات يتم رفع أسعار النكتة فيها مثل الأعياد والمناسبات، خاصة أن الطلب يكون كبيرًا على هؤلاء المؤلفين بسبب حفلات المنولوج، كما أنه كان من حق المؤلف أن يبيعها لأكثر من منولوجيست.
وأكد الفار أن مؤلفي النكات انقرضوا منذ عدة سنوات نظرًا لتوقف نشاط هذا المجال وأصبح المنولوجيست يعتمد على نفسه في الكتابة وتأليف النكتة.
لم يكن فاضل عبدالله هو الشخص الوحيد بل كان هناك عدد كبير من مؤلفي النكتة الذين كانوا موجودين بشكل مستمر على مقاهي وسط القاهرة ممن كانوا يستغلون الأحداث السياسية والفنية التي تجري في الشارع المصري لتأليف النكات، وتحويل الموقف إلى نكتة مضحكة حتى ولو كان الموقف صعبًا أو حساسًا.

هناك فارق كبير بين "النكتة" و"الإفيه" و"المنولوج"، حيث يقول الفنان فيصل خورشيد، إن أهم هذه الألوان هي النكتة ويليها المنولوج، لأن النكتة من الممكن أن يقولها أي شخص، كما أن هناك أشخاصًا عاديين يؤلفون في بعض الأحيان النكات لإلقائها على أصدقائهم وأقاربهم، ولكن المنولوج يتطلب مؤلفًا محترفًا وملحنًا وموزعًا موسيقيًا حتى يخرج بالشكل الكامل للجمهور.

أما بالنسبة للإفيه فهو عبارة عن "نكتة" تقال في موقف بعينه أو جملة مضحكة يتم إلقاؤها في أوقات ومواقف محددة مثل "الإفيهات" التي نشاهدها في الأفلام الكوميدية.

وإذا عدنا للمنولوج فمؤلفوه يختلفون عن مؤلفي النكتة ويتم التعامل معه ماديًا مثلما يتعامل المطرب مع الشاعر الغنائي، حيث إن هناك بعض المنولوجات يصل ثمنها إلى 10 آلاف جنيه و15 ألفًا بحسب قوته وموضوعه ولا يتم بيعه لأحد آخر.
الجريدة الرسمية