رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا وجمعياتنا لحقوق الإنسان «إيد واحدة»!


هل من قبيل المصادفة أن يتفق تقرير الخارجية الأمريكية السنوى لحقوق الإنسان الذي انتقد الوضع في مصر واتهمها بالتمييز والقمع وسوء معاملة السجناء وغيرها من الانتهاكات إلخ.. مع ما تناولته تقارير منظمات وجمعيات حقوق الإنسان في مصر حول وضع الحريات وحقوق الإنسان وتجاوزات الشرطة!!


تقريبا ما جاء بتقرير الخارجية الأمريكية مأخوذ كاملًا من تقارير جمعيات حقوق الإنسان بمصر التي لا ترى إلا بعين واحدة.. ترصد فقط سلبيات وخروقات فردية لبعض أفراد الشرطة وتصورها أنها سياسة دولة.. بينما تغمض عينيها الأخرى عن عنف جماعة الإخوان وضحايا إرهابها!!

إنه العزف على أوتار الأجندة الأمريكية المانحة للتمويل التي أصرت على انتهاك سيادة مصر حين قامت بالضغط لتهريب بعض أفراد المنظمات الأجنبية المتهمة بتلقى تمويل أجنبى في العام قبل الماضى.. فهل يقبل الحقوقيون بانتهاك سيادة الدولة ثم يتبارون للهجوم على جهاز الشرطة بسبب بعض أبنائه وهم قلة قليلة الذين لا يرضى أحد بسلوكياتهم المنحرفة..؟!

إن جماعات حقوق الإنسان مطالبة بمراجعة منهجها الانتقائى في التعامل مع قضايا الواقع المصرى.. فالشعب لا ينسى من تاجروا بقضيته ودمائه، وجعلوه عرضه للاستنزاف والتدخل الأجنبى السافر في شئونه ولو بدعاوى حقوق الإنسان..!!

لماذا تقف منظمات حقوق الإنسان وبعض أجهزة الإعلام في الداخل والخارج صامتة أمام قتل رجال الشرطة والجيش.. ثم تقيم الدنيا ولا تقعدها حين تقع أخطاء فردية هنا أو هناك؟!

من يوقف زحف فوضى الإخوان والإرهاب إذا وهنت نفوس رجال الأمن تحت وطأة الاستهداف المادى والمعنوى! وماذا فعلت هذه المنظمات لمساندة مصر في المحافل الدولية ضد هذا الإرهاب الأسود! للأسف كل تقاريرهم المزيفة تخاطب وتعمل لحساب الخارج فقط..!!

هكذا تتحدت الخارجية الأمريكية مع منظمات حقوق الإنسان بمصر في نظرتها للأحداث في مصر بنظرة أحادية الرؤية «عوراء» فهم يرون العنف والقمع من الشرطة ولا يرون إرهاب الإخوان وقتل الضباط والجنود والمواطنين وحرق المحال وتعطيل المرافق وحركة الحياة.

ولأن الخارجية الأمريكية ضد ثورة ٣٠ يونيو فهى تنظر إلى حقوق الإنسان على أنها حقوق الإخوان أما حقوق الضحايا لهذا الإرهاب الأسود فلا اهتمام عندها!!

إن تقرير الخارجية الأمريكية مسيس ومنحاز وغير موضوعى.. كما هو حال تقارير منظمات وجمعيات حقوق الإنسان في مصر.. الذي هو مادة أساسية لما جاء بالتقرير الأمريكى الفاجر!

من واجب الأحزاب والنخبة والإعلام والخارجية المصرية كشف حقيقة مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي جاءت في تقرير الخارجية الأمريكية وفضحها.. وإن كنت أعتقد أنهم لن يفعلوا!! ويبدو أن أمريكا ومنظمات وجمعيات حقوق الإنسان في مصر «إيد واحدة»!
الجريدة الرسمية