رئيس التحرير
عصام كامل

وهل أخطأ أبو مازن؟


إن يكن الرئيس الفلسطينى، محمود عباس "أبومازن"، أخطأ فى نطق اسم الرئيس محمد مرسى، واستبدله باسم الرئيس المخلوع، فى كلمته "أمس"، أمام القمة الإسلامية، فقد سبقه فى الخطأ نفسه، وزير الإعلام الإخوانى، وجريدة الإخوان المسلمين، ما يعنى أن هناك مؤامرة كونية، على رئيسنا المُفدّى!


لم يكن مرسى، مُوفقاً، عندما قطّب جبينه، وأظهر امتعاضه، من خطأ "أبو مازن"، الذى لا يخطئ عادة فى خطاباته، فهو والشيخ حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبنانى، أكثر الزعماء العرب، امتلاكًا لناصية اللغة العربية، فضلًا عن أنهما يمتلكان حضوراً طاغيًا، ويحرصان على عدم الوقوع فى أى خطأ لغوى، أو معلوماتى، أثناء إلقاء خطاباتهما.

فكما أن الشعب لم يعد راضيًا عن أن يكون رئيسُه هذا الرجل،لأسباب عديدة، بعضها يتعلق بأدائه، وتعاطيه مع الأحداث، والبعض الآخر، يتعلق بسيطرة جماعة الإخوان المسلمين عليه، سيطرة لا فكاك منها، فإن الرؤساء العرب، ليسوا مقتنعين به رئيسًا، ولا حاكمًا، لدولة فى حجم مصر.

والحديث عن مؤامرة كونية، ترفض مرسى رئيسًا، ليس حديث خرافة، بل يدعمه وقائع وأدلة وأسانيد، فالرجل كلما حلّ إقليمًا أو بلدًا، دبّ فيه الخراب، وكلما وطأت قدماه أرضًا، تهافتت عليها المصائب، بما فى ذلك السعودية!

الشعب كفر بمرسى،لأنه لا جديد تحت شمس مصر، فى عهده، فالتعذيب فى أقسام الشرطة مستمر، وإهانة كرامة المصريين فى زمنه زادت، والفقر يطاردهم، والاقتصاد يترنح، وكأن البلاد لم تشهد ثورة على الظلم والاستبداد.

لم يخطئ "أبو مازن"، حتى يغضب "مرسى" منه ويمتعض، فالشعب يرفضك، وكثير منه نادمون على اختيارك، والرؤساء ، عربًا وعجمًا، لا يعترفون بك، باستثناء أمير قطر ورئيس الوزراء التركى،لأنك تحقق لهما أهدافهما فى مصر، فضلًا عن زعماء "حماس"، وحكام إسرائيل، للسبب ذاته، والكون لا يأبه بك، بدليل ثورة أى بلد تحل به، وتطأه قدماك، أو حتى تولى وجهك شطره.

لا تغضب يا سيادة الرئيس، من "أبو مازن"، الذى لا يخطئ عادة، فى خطاباته وتصريحاته، ولكن الأقدار هى التى أجرت هذا الخطأ على لسانه،لأنها لا تريد الاعتراف بك، إلا إذا كانت جماعتك أوهمتك أنها قادرة على أخونة الأقدار أيضا!

الجريدة الرسمية