رئيس التحرير
عصام كامل

ادعاءات حمدين صباحي !


ترك حمدين صباحي- المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية- الحديث عن برنامجه الانتخابي الذي على أساسه ستنتخبه الناس من عدمه، وبدأ يركز في كل أحاديثه على عودة رموز مبارك ويتهم المشير السيسي بعدم اتخاذ موقف تجاه ذلك لتبديد هذه المخاوف!

أيضا لا يمر حديث أو حوار لحمدين إلا ويؤكد أن الشباب الذي شارك في الثورة بعضهم محبوس.. وبعضهم الآخر قتل.. وأنهم يتعرضون إلى مضايقات وتعذيب بالأقسام والسجون.. وأن أداء الشرطة بحاجة إلى تقويم... إلخ!

وانتقد حمدين صباحي ظهور وجوه نظام مبارك في الإعلام بشكل فج وصاروا يوجهون الرأي العام عبر بعض الفضائيات الخاصة من أجل العودة متمسحين بالمشير السيسي.. «لاحظ هنا ذكر السيسي بداع وبدون داع».. بصراحة شديدة حمدين أمره غريب ويتصور أن الناس «ستخيل» عليهم هذه الادعاءات والافتراءات والمزايدات الانتخابية الرخيصة.. قد أتفهم لماذا يضع اسم السيسي في كل ما يردده من مزاعم!!

ولكن ما المطلوب من السيسي أن يفعله حتى يرتاح حمدين؟! هل نسي أو تناسى حمدين تأكيد السيسي أنه لا عودة للوجوه القديمة!
حمدين يعرف قبل غيره أن رموز مبارك ليس لديهم الرغبة أو القدرة على العودة.. وأيضا لا الدولة ولا الشعب سيسمح بذلك..

وإذا كنا ضد عودة الوجوه القديمة لنظامي مبارك ومرسي.. فإننا أيضا نتمني أن تختفي من على الساحة السياسية، وجوه المعارضة القديمة التي عقدت الصفقات السرية مع النظامين «ولا إيه ياحمدين».. وساهمت فيما وصلت إليه مصر من سوء وانحدار وخراب في كل المجالات!!
ثم ثم.. هل من الديمقراطية ياحمدين أن تطالب بعدم ظهور البعض في الفضائيات ليقول رأيه بصراحة، لأنه ينتمي إلى العهدين السابقين.. أين حرية الرأي والرأي الآخر التي تنادي بها يا مرشح الرئاسة المدهش، إن حمدين هو أكثر شخصية ظهورا في وسائل الإعلام المختلفة ربما لا تتاح لغيره تلك الميزة!!

أما حديثك المتكرر ياحمدين عن وجود شباب الثورة بالسجون وتعرضهم للتعذيب.. فلماذا لا تتقدم ببلاغ عاجل إلى النائب العام لمعرفة الحقيقة بدلا من التشكيك في القضاء والشرطة.. وفي هذا الإطار أطالب المهندس إبراهيم مجلس رئيس الوزراء الجديد أن يفتح تحقيقا واسعا بشأن ما قاله حمدين عن وجود اعتقالات لشباب الثورة وتعذيبهم بالسجون دون وجه حق.. وأن يعلن الحقيقة واضحة أمام الرأي العام حول هذا الموضوع الذي يزايد عليه البعض وكثر الكلام فيه.

أنصح حمدين صباحي بالتركيز في حملته الانتخابية والبرنامج الانتخابي.. فهذا أفضل وأفيد له.. أما كلام المزايدات الانتخابية والأسطوانات إياها فيخصم من رصيدك عند الجماهير التي أصبحت تعرف كل شيء.. ولن يضحك أحد كائن من كان، عليها بعد اليوم.

الجريدة الرسمية