رئيس التحرير
عصام كامل

إقالة.. أم استقالة!


إذا كانت حكومة الدكتور الببلاوي قد استقالت فلابد أن يعلن عن أسباب الاستقالة.. ولماذا هربت من المسئولية في هذا الوقت العصيب!! وإذا كانت قد أقيلت.. فمن حق الشعب أن يعرف أسباب الإقالة بشفافية وصراحة!!


وسواء كانت استقالة أم إقالة لحكومة الببلاوي.. فإنها لاقت قبولا وارتياحا من الشعب المصري بعد فشلها في حل المشاكل.. وتلبية المطالب وتعثر الاقتصاد وتراجع الأمن وارتفاع البطالة.. وفوضي الشارع!!

أيضا كان قرار حكومة الببلاوي بالحدين الأدنى والأقصى للأجور سببا رئيسيا في زيادة الإضرابات الفئوية بشكل مرعب.. لأن القرار صدر مشوها ومنقوصا وغير مدروس ولم تحسب الحكومة آثاره الجانبية ومن يستفيد منه وعلي من يطبق وتجاهل القرار قطاع الأعمال العام والكوادر والهيئات الخاصة والقطاع الخاص.. وهل كان ضروريا أن يتم تنفيذه على مراحل أم مرة واحدة.. وما هي الفئات المقهورة التي يجب البدء بها لإنصافها..

صحيح أن حكومة الببلاوي ورثت تركة كبيرة من الحكومات السابقة.. ولكن صحيحا أيضا أنها كانت حكومة مرتعشة وغير مقنعة للناس ولا متحاورة معهم.. وبعيدة عن الفقراء والبسطاء.. وإذا كان قد تم إسناد مهمة تشكيل الوزارة الجديدة للمهندس إبراهيم محلب وهو رجل يعمل ووثق به الشعب.. فإنه مطالب باختيار وزراء على مستوي المسئولية مشهود لهم بالكفاءة والتلاحم مع الناس.. وعليه أن يقدم رؤية واضحة لإنهاء العنف والحفاظ على هيبة الدولة والقضاء على انفلات الأسعار.. وشجع التجار!

عليه أن يتعهد أمام الشعب والعالم كله باستكمال خارطة المستقبل وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بحيدة ونزاهة وحرية.

عليه أن يعيد الهدوء إلى الشارع المصري وتطبيق القانون بكل حسم وحزم على الجماعة الإرهابية أو أي خروج أو تجاوز أو انفلات.. أو تقاعس عن العمل.. وهو ليس مطالب أكثر من ذلك في هذه المرحلة إلى أن تأتي حكومة منتخبة تتحمل المسئولية بكل تبعاتها..

أما غالبية الشعب المصري التي ترزخ تحت خط الفقر فلا تعني بالانتخابات.. ولا بخروج النخبة في الفضائيات.. ولا بعنتريات الثوار
وحقوق الإنسان.. وإنما تريد من الحكومة -أي حكومة- أن توفر لها حياة آمنة كريمة من مسكن وملبس وغذاء ومواصلات وفرص عمل للعاطلين.. وسوف تطالب أي حكومة قادمة بالرحيل إذا لم تحقق لها ذلك!!

ويبقي أخيرًا.. أن نؤكد أن حكومة الببلاوي قبلت المهمة في ظروف صعبة للغاية في وقت هرب فيه البعض من تحمل المسئولية..

وأصدرت قرارات صعبة.. واجتهدت وأصابت أحيانا وأخطأت أحيانا أخرى.. وتحملت من النقد في وسائل الإعلام المختلفة ما لم تتحمله حكومة سابقة.. وفي كل الأحوال.. لها الشكر على ما قدمت.. ونتمني للحكومة المؤقتة الجديدة التوفيق.. وأن يخلو تشكيلها من كل الوزراء في حكومة الدكتور الببلاوي والذين آتوا من الأحزاب بعد أن ثبت فشلهم الذريع وبعدهم عن الناس.
الجريدة الرسمية