رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "معصرة إسنا".. عمرها قرنان من الزمان.. مزار للسياح.."الآثار" فشلت في ضمها إليها.. تنتج أفضل أنواع الزيوت الخالصة.. الإشغال السياحي الضعيف يؤثر بالسلب عليها

فيتو

عمرها قرنان من الزمان، عالجت المرضى، وساعدت في طهو أجمل الوجبات في العيد من الأفراح، ولعبت دورًا كبيرًا في تجميع الأسر من مختلف المجتمعات، حيث يزورها السياح لمشاهدة ما يحدث بداخلها من ولادة " زيت " جديد، إنها معصرة " إسنا " للزيوت ".


أقدم معصرة زيوت في الأقصر، مر على إنشائها 210 سنة، ولم تنجح وزارة الآثار في ضمها إلى الهيئه، لوجود ورثة يقومون بتأدية المهنة بها أبا عن جد، خاصة أن المعصرة تجذب السياحة لوجودها بجوار معبد إسنا الفرعوني جنوب الأقصر.

وربما لم يسعد الحظ الكثيرين، في  مشاهدة المعاصر اليدوية القديمة، لكنه ربما لا ينسى مشهد قيام الفنان شكري سرحان في فيلم " شباب امراة " والذي قام فيه بإنقاذ العامل، ولا مقتل " تحية كاريوكا" تحت الحجر حين دفعها عبد الوارث عسر.

يقوم الحاج محمد عبد الراضي أبو بكور الشهير ب " عم ناصر "، بدفع الخشبة التي تخرج من المعصرة بيديه القويتين، يدفعها بجسده الواحدة تلو الأخرى، حتى تدور وتخرج الزيت صافيا رغم أن عمره يصل إلى 80 سنة.

يقول "عم ناصر "، أنه ورث هذه المهنة من جدود الجدود، وتخرج أفضل الزيوت، مضيفًا أن الزيوت الحالية لا تكون خالصة مصفاة مثل الاعتماد على المعاصر، مضيفا أنه يبدأ عمله من صباح الباكر حتى قبيل المغرب كل يوم للعمل على استخراج أجمل الزيوت الخالصة.

تضم المعصرة، حجرين دائرين أحدهما خارج المعصرة ويتحرك بالبكرة للضغط على العجينة التي يستخلص منها الزيت، ثم يتم أخذ ما يخرج من الحجر الأول ليوضع في الداخل ليتحرك بالدفع اليدوي حتى يخرج الزيت صافيا.

وتتكون هذه المعصرة من حجر دائري كبير من الرخام الأصلي وقلب لوضع غلة الخس والسمسم والذرة، والجرجير وغيرها من النباتات التي يستخلص منها الزيت عليه لهرسها، ثم توضع على برش ويرص كل أربعين برشا بماعليه من الغلة المهروسة، ثم توضع أسفل الضاغط الذي يضغط وينتج الزيت، ثم تتم تعبئته في زجاجات.

ويتابع " عم ناصر"، أن وزارة الآثار سعت إلى شراء المعصرة من عائلته خاصة أن المعصرة توجد بجوار معبد إسنا الفرعوني، ولأن عمرها 210 عام، وتجذب السياح، مضيفًا أن العائلة رفضت لأنها مصدر رزق خاصة في حالة الإشغال السياحي المتميز، وأن هناك تذاكر بسيطة لدخول السائحين ليشاهدوا كيفية خروج الزيت الصافي المنقي.

وختم عم ناصر، أن الإشغال السياحي الضعيف أثر على حال المعصرة خاصة أن المصريين لا يتوجهون إلى المعاصر مثل ما كان يحدث قديما ويفضلون الحصول على الزيت الجاهز من الأسواق، على عكس الأجانب الذين يزورون المعصرة لمشاهدة كيفية استخراج الزيوت.
الجريدة الرسمية