رئيس التحرير
عصام كامل

سانت كاترين الكاشفة


رغم أن مأساة سانت كاترين..لم يكن الجيش مسئولًا عنها بأى شكل من الأشكال..بل كان جزءًا من الحل..أو كل الحل..إلاّ أن كثيرين وللأسف منهم إعلاميون وحقوقيون واجتماعيون وغيرهم تطاولوا على الجيش..وكأنه سبب المشكلة..غير أن هذا الحدث رغم ما ينطوى عليه من مأساة إنسانية..إلاَّ أنه كان حدثًا كاشفا.

كشف ضلال وتضليل بعض الإعلاميين ومن يُطلقون على أنفسهم نشطاء أو مدافعين عن حقوق الإنسان.. كما كشف عن جهل كثيرين منهم أيضًا..بل وكشف تحفز بعضهم وتحينهم لأى فرصة للانقضاض على الجيش وهيبة الدولة.. وكأن الجيش عدو لهم لا حاميًا لوطنهم.. وكأن أفراد الجيش أعداء وليسوا مصريين.

لقد سن الكثيرون ألسنتهم الحداد..وانطلقوا في موجة عارمة غاضبة من التأنيب والعتاب والتهجم على الجيش واتهامه بالتهاون والتقصير..و تشبيه ما حدث في سانت كاترين بحادث غرق العبارة في زمن مبارك..بل ووصل الأمر بالبعض بالتعريض بالمواطنة وأن الضحايا لو كانوا أجانب لتحركت الدولة والجيش بأسرع من البرق.. ولكنهم –على حد قولهم – للأسف مصريون..! 

المشكلة أنه لم يُكلف أحد من هؤلاء - المتنطعين المتهجمين على الجيش – نفسه عناء التفكير في أسباب المشكلة وعلاقة الجيش بها..أو حتى كلف نفسه عناء التدقيق أو التأكد من ما طرح من معلومات كاذبة.. وأخذ على أساسها في كيل الاتهامات للجيش.

لقد تجاهل "المتهجمون" أن منطقة الحادث كما وصفها المتخصصون وأهل المنطقة..منطقة شديدة الوعورة..وأن الوصول إليها لا يمكن أن يتم إلاّ سيرًا على الأقدام أو باستخدام الجِمال حتى حدود معينة..و أن مثل هذه الرحلات لا تتم في مثل هذه الأوقات من السنة نظرًا للأحوال الجوية الصعبة والسيئة.

و تناسى.. بل وتجاهل هؤلاء المتهجمون أن الجيش أرسل الطائرات وفرق الإنقاذ بمجرد وصول الخبر..رغم سوء الأحوال الجوية وصعوبتها.

للأسف كان هناك إصرار وتعمد لتجاهل الحقائق.. ولتأكيد الأكاذيب بأقوال مرسلة ومغلوطة معجونة بالانفعال والافتعال..في محاولات متعمدة للإساءة للجيش وتلفيق الاتهامات من قبيل الدم المصرى رخيص..وأن الضحايا لو كانوا أجانب لقامت الدنيا وتحرك الجيش، وأن إجراءات تحرك الطائرات تستغرق أيامًا..وأن من تم إنقاذهم.. أنقذوا لأن واحدة منهم تحمل جنسية أمريكية.. وغيرها من الأكاذيب والادعاءات والافتراءات التي تستهدف تشويه الجيش وتأليب البسطاء عليه..

و بعد استجلاء الحقيقة وعلى ألسنة أصدقاء الضحايا أنفسهم..يمكننا القول أنه قد تم مهاجمة الجيش من قبل ميليشيات منظمة سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو عبر وسائل الإعلام المُغرضة من خلال بعض الإعلاميين.."مدعى البطولة " من أصحاب الصوت العالى والعقول الفارغة والألسنة الطويلة على الفاضى والمليان..لاستثارة مشاعر الجماهير واستعدائهم ضد الجيش بل ولن أبالغ إن قلت ولتشويه وابتزاز المؤسسة العسكرية وإظهارها في صورة "المُقصرة " في حماية أبناء الوطن ومن ثم الوطن.. كل هذا لأهداف سياسية لا علاقة لها بالضحايا.. أو بالموضوع من الأساس.. ولكنه كان تكئة لزيادة حدة الهجوم المتواصل منذ 30 يونيو ضد الجيش لانحيازه للشعب ضد الإخوان. 

إن التنظيم الدولى للإخوان بكل ما أوتى من قوة ومال وإعلام.. يتعمد استغلال أي فرصة لإحداث وقيعة بين الشعب وجيشه.. وللأسف يستخدم في حربه "القذرة " ضد مصر كل الأسلحة غير المشروع منها قبل المشروع.. وكل الألسنة..وكل الأقلام..وكل الوجوه..المأجورة من مرتزقة الإعلام والنشطاء..و كل جريمة الجيش أنه ساند غضبة الشعب وثورته ضد الإخوان..

و جريمة الشعب أن رفض الأخونة والانصياع للتنظيم الدولى..و يعتمد في حرب الأكاذيب والافتراءات على تصديق البسطاء والمخدوعين في "نوايا الإخوان "حتى الآن..رغم جرائم الإخوان المتتالية..ومحاولاتهم زرع الفتنة والفُرقة بين أبناء الشعب بكل الوسائل والسبل.. 

إن انجلاء الحقيقة..وبسرعة كشف وعرى وفضح كل هذه الوجوه الفاسدة..وهذه الألسنة الفالتة..وهذه الأقلام المغرضة..وبأسرع مما يتصورون..ولكن من آفات الشعب المصرى "النسيان " فسرعان ما نسى الناس كل هذه الأكاذيب والافتراءات بل والاتهامات التي لحقت بالجيش..بل وأشك أن البعض التمس لهؤلاء المتهجمين الأعذار.. وعفا الله عما سلف وكأن شيئًا لم يكن..

حقًا من أبشع آفاتنا النسيان..فلكِ الله يا مصر..
الجريدة الرسمية