رئيس التحرير
عصام كامل

انتهاء اللقاء الإستراتيجي بين روسيا ودول التعاون الخليجي على اتفاق بتعزيز التعاون.. وخلاف في وجهات النظر حول سوريا والنووي الإيراني.. القضية الفلسطينية تجمع الأطراف وتوجه نحو التعاون في كافة المجالات

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أن وجهتي نظر دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية "مختلفة في الأولويات" إزاء الوضع في سوريا مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة الاتصالات والمشاورات للوصول إلى فهم مشترك.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الشيخ صباح الخالد مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني عقب اختتام الاجتماع الوزاري الثالث للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية.
وقال الشيخ صباح الخالد وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" إن روسيا الاتحادية "راعٍ مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية في جنيف 2 لبحث الأوضاع في سوريا ودولة كبرى لها أصدقاء ومصالح في المنطقة وعضو دائم في مجلس الأمن لها مسؤوليتها في السلم والأمن الدوليين وشاركت بفعالية في مؤتمر المانحين الأول والثاني في الكويت تخفيفا لمعاناة الشعب السوري في الداخل والخارج".
وأعرب عن ترحيب دولة الكويت باستضافة هذا الاجتماع الذي عقد اليوم بين دول المجلس وروسيا متقدما بخالص التهاني لحكومة وشعب روسيا على النجاح والتنظيم المتميز لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية الـ22 في مدينة «سوتشي» الجميلة.
وأشار الشيخ صباح الخالد إلى تشرفه بحضور الوزير لافروف بلقاء صاحب أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حيث نقل الوزير لافروف إلى الأمير دعوة من فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.
وأفاد بأن اللقاء تناول سبل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والارتقاء بها إلى مستويات الطموح وبشكل ينسجم مع الثوابت التاريخية التي ترجع بداياتها إلى القرن الـ20 وعلاقات من الدبلوماسية العريقة التي يزيد عمرها هذا العام عن النصف قرن.
وذكر الشيخ صباح الخالد أن اجتماع اليوم يعد الحلقة الثالثة من سلسلة الاجتماعات الوزارية للحوار الخليجي الروسي والتي تهدف إلى تقوية التعاون لتشمل كافة المجالات مع روسيا باعتبارها أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين.
وفيما يتعلق بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية أكد تطابق وجهات النظر حيال النزاع العربي الإسرائيلي وأن السلام الشامل والعادل والدائم لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية المحتلة من عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وأضاف أن الجانبين أكدا أيضا على دعوة المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعم مساعي الشعب الفلسطيني السلمية لنيل حقوقه الوطنية المشروعة.
وعن البرنامج النووي الإيراني أعرب عن الترحيب بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته مجموعة دول «5 زائد 1» مع إيران بتاريخ 24 نوفمبر الماضي في جنيف باعتباره خطوة أولية نحو اتفاق شامل بشأن البرنامج النووي الإيراني "لإنهاء القلق الدولي والإقليمي حول هذا البرنامج والذي من شأنه ترسيخ دعائم الأمن والسلم الدوليين".

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاختلافات بين وجهتي النظر الخليجية والروسية خلال الاجتماع الوزاري المشترك الثالث للحوار الإستراتيجي "كانت طفيفة ولا تذكر وركزنا على الأهداف والقاعدة المشتركة في أن تعود سوريا دولة آمنة ومزدهرة".
وأكد لافروف نقل دعوة الرئيس بوتين إلى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لزيارة روسيا مضيفا بالقول "اتفقنا على وضع الأطر بشأن تنفيذ مشاريع على مستوى عالٍ تشمل مختلف الأصعدة في مجال تعزيز الشراكة بين البلدين".
وأشار إلى أن الاجتماع الوزاري عكس أهمية التعاون بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي حيث أكد الطرفان على تحديد قاعدة العمل المشتركة مع التركيز على التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كما تم تسليط الضوء على الأزمة السورية.
وبالنسبة إلى برنامج أمن الخليج شدد لافروف على وجوب "معالجة انعدام الثقة الذي لا يزال قائما بين بعض الدول العربية وإيران حيث اقترحت روسيا انطلاق الجميع في مسيرة حوار واتخاذ تدابير بناء الثقة" مشيرا إلى أن بلاده اقترحت توفير المساعدة من الأسرة الدولية والدول الأعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوربي بهذا الشأن.
وذكر أن الحوار الخليجي الروسي تناول الملف النووي الإيراني حيث أكد الجانبان على ضرورة تطبيق الاتفاقيات الدولية المعنية بهذا الشأن خصوصا الاتفاقية التمهيدية بشأن البرنامج النووي الإيراني بين مجموعة دول «5 زائد 1» مؤكدا الاتفاق على أن تراعي جميع القرارات والاتفاقيات مصالح شعوب المنطقة وسلامها.
وبشأن العلاقات بين دول الخليج والسعودية خصوصا مع إيران أعرب لافروف عن تطلعه إلى الوصول إلى حوار مستدام بين السعودية وإيران لما فيه خدمة مصلحة المنطقة من خلال الحوار مضيفا أنه "إذا ما تطلب الحوار تعاونا من الخارج سنلبي هذه المساعدة ولكن لن نفرض أنفسنا على أي دولة".
ولفت إلى أن الأطراف تعهدت خلال الاجتماع بتعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا ودول مجلس التعاون على كافة الأصعدة بما فيها التجارية والاقتصادية ودعم كافة الآليات التي من شأنها تعزيز العلاقات وضمان استدامتها مؤكدا التزام بلاده بدعم كافة الأنظمة التي من شأنها ضمان استقرار المنطقة وتعزيز كافة المبادرات التي تخدم شعوبها.
وردًا على سؤال في الشأن الأوكراني أوضح لافروف أن ما يحصل هناك "يشكل قلقا لدينا وكنا قد حذرنا الجميع من احتمال وقوع هكذا أحداث ولسوء الحظ كان هناك اتفاق مع الحكومة الأوكرانية حين أعربت عن نيتها الحسنة في الامتثال لكافة واجباتها والتزاماتها إلا أن بعض المتشددين حاولوا الوصول إلى البرلمان الأوكراني وحينما تم إيقافهم لجأ هؤلاء إلى استخدام الأسلحة مهددين مؤسسات الدولة الداخلية وهي محاولة انقلاب ووصول إلى السلطة بقوة السلاح".
وحمل المسئول الروسي المعارضة الأوكرانية مسئولية رفض التفاوض "والتي لم تمتثل لما تم الاتفاق عليه في البرلمان" متهما بعض الدول الغربية في "التدخل بمسار الأمور حيث شجعت المعارضة على العمل خارج التشريعات المحلية وهددت بفرض العقوبات وهي مساهمة في الأعمال التي تشهدها أوكرانيا اليوم".
وقال إن ما يحصل اليوم هو "نتيجة أعمال يقوم بها المتشددون في أوكرانيا الذين يحاولون اتهام بعض المسؤولين وروسيا بإعادة فرض النظام السوفييتي وهي اتهامات باطلة وواضحة بالنسبة للجميع ولن نحاول مجددا أن نلجأ إلى الوساطة حيث عملنا الكثير من جهود الوساطة وآن الأوان اليوم لوضع مصلحة الأوكرانيين قبل كل شيء".
وردًا على سؤال بشأن الاتهامات الأمريكية لروسيا بإفشال «جنيف 2» قال لافروف "لا يمكن أن نتحدث عن فشل هذه المفاوضات في «جنيف 2» قبل أن تنتهي بالفعل" مضيفا بأن "القول بشأن فشل المفاوضات سوف يشكك في تطلعات الناس".
وتساءل لافروف عن وضع التسوية الإسرائيلية الفلسطينية قائلا "لماذا لم يقل أحد إن مساعي الولايات المتحدة والشركاء الغربيين قد باءت بالفشل".
وتطرق إلى الحوار الجاري بين الأطراف السورية مبينا أن الحوار "يحرز تقدما ولكن بصعوبة وما من مخرج إلا عن طريق المفاوضات وذلك بناء على المبادئ التي تم التوافق بشأنها وهو أمر ينسحب كذلك على إسرائيل وفلسطين".
الجريدة الرسمية
عاجل