رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام المصريين.. والرئيس القادم!


نحلم ونتمني أن نري دولة يسود فيها القانون على الجميع -حكامًا ومحكومين- وتحترم فيها أحكام القضاء، وتلتزم الفصل بين السلطات.. دولة فيها أحزاب قوية وتيارات سياسية مختلفة - وليست كرتونية- تتنافس وفق معايير ديمقراطية رشيدة، فلا يستحوذ فيها فصيل أو تيار على كل شىء ويقصون الآخرين من المشهد وكأن ثورتين لم تقما..


دولة تسند فيها المناصب لأهل الكفاءة والقدرة والخبرة لا أهل الثقة والولاء.. دولة توحد أبناءها تحت راية المواطنة لا الطائفة، دولة موحدة في الأهداف والمقاصد والمصالح العليا التي لا تقبل النقاش أو التفريط، لا منقسمة مشتتة تغيب الأولويات الوطنية عن أجندتها، دولة متحابة لا متناحرة، دولة تملك رؤية واضحة للمستقبل وخارطة طريق لعلاج الأزمات لا دولة العشوائية وتضارب الأهداف والغايات.

دولة تتحرك نخبتها ومنظمات حقوق الإنسان بها بوحي من ضميرهما لا بوازع من مصالحهما الضيقة وأنانيتهما وانتهازيتهما السياسية الممجوجة.. جمعيات حقوق إنسان تراعي الله في عملها ومصلحة الوطن تدافع عن الجميع وليس فقط عن المجرمين والقتلة والمسجونين!

دولة لدى أهل الحكم فيها إرادة قوية لإنجاز عدالة انتقالية حقيقية تلم الشمل وتوحد الصف وتنهي الفساد وتكرس الإنصاف والمصارحة والمصالحة بعد المحاسبة، وترد للشهداء جميعا دون استثناء حقوقهم وتحبر المصابين وتزيل أسباب التوتر والشحن الطائفي والاستقطاب والنزاع والفشل، دولة قادرة على سحق الإرهاب والانفلات وبسط الأمن والأمان.. فبدون تحقيق ذلك لن تدور عجلة الإنتاج وينصلح حال الاقتصاد وتعود السياحة وحركة الاستثمار والتوظيف..

دولة تعرف قيمة التعليم فالبحث العلمي والصحة فبدونهما لن يحدث تقدم ومجاراة دول العالم المتطورة. دولة لا تغيب سلطتها عن المشهد يوم تشتد الحاجة إلى وجودها وحزمها وهيبتها.

دولة يعرف كل فرد فيها حدود دوره ومسئولياته وينام مطمئنا لعدالتها.. لا دولة يهان فيها القضاء ويحاصر فيها الإعلام والمحاكم وتعطل العدالة ويطعن في نزاهة أجهزتها الوطنية.. دولة لا يهان فيها كرامة أي مواطن.. دولة تحترم دستورها..

هذه تطلعات المصريين وأحلامهم في وطن حر مستقل.. ودولة ناهضة تتطلب منا جميعا أن نختار رئيسا قويا قادرا على تحقيقها.. رئيسا صاحب قرار وإنجازات على الأرض له دراية بالإدارة.. وليس رئيسا صاحب كلام وشعارات وبطولات زائفة!!
الجريدة الرسمية