رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أهالى عزبة أبو قرن.. الساقطين من حساب الحكومة.. عشش خشبية وصرف سيئ.. وأطفال يتسربون من التعليم للعمل بالورش

فيتو



بجوار حى مصر القديمة، وعلى بعد أمتار قليلة يقطنون فى عشش صفيح وبيوت خشبية، وحارات ضيقة بين تلال من القمامة وبصحبة الكلاب الضالة، يحلمون ببيوت آدمية وحياة مستقرة.


"فيتو" تجولت بين أهالى عزبة "أبو قرن" الذين يعانون من إهمال المسئولين من قبل الثورة ملوا من كثرة الوعود.

أكد لنا هاشم على هاشم - أحد القاطنين بالعزبة - أن الحياة هنا بدائية للغاية، والأهالى يعملون بحرف بسيطة حيث تجارة الخردة والكرتون والورق وتربية الأغنام، مشيرا إلى أن معظم البيوت هنا آيلة للسقوط، وأن الأهالى والحى على علم بذلك، لكن ليس هناك حل سوى البقاء فيها وليس هناك مأوى آخر لهم.

أما "أم أحمد" - من سكان العزبة – فتقول، إن بيوتهم آيلة للسقوط، وإن هناك بعض الحجر يخشى الأهالى الجلوس بها خوفا من انهيارها عليهم، لافتة إلى أن ليس هناك مياه بالبيوت، وأن كل يوم يقوم الأهالى بملء المياه من بيت مجاور.

واشتكت "أم سامح" من سوء معظم المرافق، وقالت هناك دائما طفح للمجارى، ومعظم العزبة تعمل بنظام الطرانشات، وشارع واحد فقط هو الذى يتواجد به مواسير للصرف الصحى، مشيرة إلى أن الحارات ضيقة جدا، وأن عند نشوب حريق يلتهم أكثر من بيت نظرا لأن معظم البيوت خشبية، بالإضافة إلى أن المنطقة مشهورة بتجارة الورق والخردة والكرتون.

وأوضحت أن سيارات المطافى تعجز عن الدخول لاطفاء الحرائق بالبيوت، لأن الحوارى ضيقة للغاية، فضلا إلى عدم امتلاك الأهالى طفايات حرائق قائلة: "إحنا عايشين بستر ربنا وحده وهو اللى عالم بينا".

وأكد أحد الأهالى أن بعض الشوارع بلا أسماء وأن فى بطاقتهم مكتوب عنوانهم "عزبة أبو قرن " دون ذكر لاسم الشارع أو حتى رقم البيت.

أما أطفال العزبة فقد اغتصبت منهم براءتهم، وجميعهم يتركون تعليمهم ومدارسهم للعمل حتى يساندوا أهاليهم على متاعب المعيشة منهم من يعمل بالورش وهناك فى الخردة وآخرون يحملون الأنابيب ليشتكى الأطفال آخر الليل من الألم بأجسادهم النحيلة الضعفية غير القادرة على الشقاء.

ولأن الأهالى لم يجدوا من الحكومة لهم سوى التجاهل فقد قاموا بإيجاد حلول لمشاكلهم للقدرة على الممعيشة حتى لو كانت غير آدمية حيث قام معظم الأهالى ببناء بيوت لهم دون ترخيص من الحى.

أما "تامر" من مركز أبوالسعود جمعية أهلية: إن جميع أطفال العزبة تسربوا من التعليم ويصل عددهم إلى ما يقرب من 500 طفل، لافتا إلى أنه يدرس الآن لـ38 طفل بالمركز، يوم الأحد، لأن باقى الأيام يعملون حتى يساعدون أهاليهم على الحصول على قوت يومهم.

وبنهاية العزبة تطل على جبال واسعة أشار الأهالى إلى أنها منطقة أثرية، وكانت الحكومة تنقب بداخلها على الآثار متسائلين لماذا لم تستغل الحكومة هذه الأرض وبناء مساكن آدمية لهم مطالبين المسئولين أن ينظروا لهم بعين الرحمة ليعرفوا كم هى صعوبة حياتهم فهم أحيانا ينامون من غير عشاء فضلا عن أنهم مهددون بالموت يوميا.

من جانبه أكد الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة أن المحافظة لديها عدد محدود من المساكن وأن الأولوية تسكين قاطنى مناطق الخطورة الداهمة وليس العشوائيات لافتا إلى أن القاهرة بها 7 مناطق خطورة.

وأضاف أن هناك بعض الوحدات السكنية تم احتلالها أثناء الانفلات الأمنى مشيرا إلى أن هناك خطة للمحافظة لتطوير العشوائيات.


الجريدة الرسمية