رئيس التحرير
عصام كامل

«جنينة» كشف عن وجهه الحقيقي!!


كيف تتمتع تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات بالسرية وتعرض على الملأ من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية!؟

كيف يكون للنيابة العامة الحق وحدها فى الفصل في تقارير الجهاز لبيان ما إذا كانت تشكل مخالفات أو جرائم جنائية من عدمها.. ثم يلجأ رئيس الجهاز إلى وسائل الإعلام لإعلان تقارير تخص أجهزة الدولة على أنها وقائع فساد قبل التحقيق فيها!؟


المفروض إن المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز «قاض» ويعرف القانون واللوائح وسرية التقارير والجهات التي تقدم لها.. وعدم توجيه أي اتهامات دون تحقيقات من النيابة العامة صاحبة الحق الأصيل في ذلك! والسؤال كيف نطالب بدولة قانون.. ولا نحترم القانون..!!؟

«جنينة» يعتبر من أكثر رؤساء الجهاز ظهورا في وسائل الإعلام.. بداع وبدون داع.. محاولا في كل مرة يظهر فيها بأنه مظلوم ومجني عليه بسبب تصديه للفساد.. ودائما ما ينفي تهمة انتمائه إلى جماعة الإخوان الإرهابية عن نفسه.. ولا أعرف ما علاقة ذلك بالمؤتمرات التي يعقدها لشرح إنجازاته في مكافحة الفساد!!

ركز «جنينة» في مؤتمره الصحفي العالمي أمس عن وقائع فساد وتشويه مؤسسات بعينها كالشرطة والقضاء والرقابة الإدارية والبترول.. وتجاهل وقائع فساد وإهدار مال عام كثيرة في عهد الرئيس المعزول مرسي كالأخونة والسيطرة على مفاصل الدولة وحصول عدد من قيادات الإخوان على أراضى بأسعار زهيدة وبدون وجه حق.

وتحدث كثيرا عن نفسه واضطهاد بعض الأجهزة له لإظهار أنه المدافع الأول عن الفساد في مصر وأنه بسبب ذلك تم تحويله إلى محكمة الجنايات في أكثر من قضية وهكذا خلط السياسة بعمله!!

إن معظم وقائع الفساد التي تحدث عنها «جنينة» قديمة وأمام جهات التحقيق والقضاء.. ولا أدري لماذا إثارتها الآن.. ولماذا الإصرار على تشويه سمعة الدولة وبالذات وزارة الداخلية ومؤسسة القضاء والأجهزة الرقابية في هذا التوقيت بالذات!.. ومصر تخوض حربا ضروس ضد الإرهاب والإرهابين وعنف جماعة الإخوان الإرهابية.. وتتعرض لمؤامرات في الداخل والخارج لتخريبها وإفشالها.. فهل هذا وقته؟

يا سيادة رئيس الجهاز رغم أنك رجل قانون.. فقد خالفت كل القواعد والأصول واللوائح والقانون والتي تمنعك من إطلاق أي اتهامات أو إذاعة تقارير قبل التحقيق فيها من قبل النيابة العامة لتقول كلمتها الفصل!!.. إن النجاح الحقيقي لأي جهاز رقابي هو في منع الجريمة قبل وقوعها.. أما تركها إلى أن تقع ثم كشفها وإعلانها بعد فوات الأوان فهي الجريمة بعينها!!

لقد كشف «جنينة عن وجهه الحقيقي دون أن يدري»! يا سيادة المستشار الجليل كفي تلميعا إعلاميا لنفسك وتشويه صورة الدولة.. فهناك طرق معروفة ومسارات محددة في مواجهة وكشف وتحقيق وقائع الفساد! ولا إيه!! نحن ضد الفساد والفاسدين.. ولكن أيضا ضد تشويه صورة الدولة بهذه الطريقة المهينة المتعمدة!!
الجريدة الرسمية