رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا لا نجعله يوما لمراجعة أنفسنا؟!


• لا شك أن الحب طاقة روحية وزاد إنسانى هائل به تتقوى النفس لتقدر على التسامح والعفو، وبه تقبل على الحياة بقلب مفتوح وذهن صافٍ، وبه تسمو على نوازع الشر والخبث والكراهية والبغضاء والفرقة والتناحر، فالحب هبة من الله يلقيها في قلوب العباد {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ}. 

• فلماذا لا نجعل يوم الحب يوما نحاسب فيه أنفسنا على أخطائنا ونجدد العهد للوفاء بالتزاماتنا، فالكل راعٍ ومسئول عن رعيته، الحكومة راعية ومسئولة عن شعبها، والوزير راعٍ ومسئول عن وزارته والمدير راعٍ ومسئول عن مرءوسيه والصحفى راعٍ ومسئول عن أمانة الكلمة وأمانة النقد وأمانة الصالح العام.

• لماذا لا نجعله يوما نتذكر فيه من تاهوا منا في زحمة الحياة من الفقراء واليتامى والمساكين ومن أعيتهم الحيل دون كسب الرزق وبلوغ أسبابه، ونتذكر فيه شهداء الوطن والواجب.

• لماذا لا نجعله يوما نبتعد به عن المادية والنفعية والجشع، ونقترب فيه من الروحانية الصافية، والمشاعر الراقية، يوما ما نردد فيه بقلوبنا قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
إن نفسا لم يشرق الحب فيها *** هي نفس لم تدر ما معناها
إننى بالحب قد عرفت نفسى *** وبالحب قد عرفت الله

• لماذا لا نجعله يوما ننسى فيه خلافاتنا ونترفع على الصغائر وندنو فيه إلى ما يجمعنا ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه -أحزابا ونخبة وشعبا- يصارح بعضنا بعضا بما يختلج في الصدور ونتسامح تجاه من أخطأ، ولا نتلذذ بجلد الذات والتشدد فيما لا ينفع فيه إلا اللين والحوار بالتي هي أحسن، حتى نسدد ونقارب ما بيننا من جفوات وفجوات وخلافات؟!

• يا سادة.. إن عيد الحب ليس تبادل كلمات حب معسولة وبرقيات تهانى، أو حتى وردة في "الفالنتين"، هو معنى كبير لا يدركه إلا أصحاب القلوب العامرة بحب الناس والحياة و.. و..!!

• وأيا كان المسمى "عيد الحب".. "يوم القديس فالنتين".. وأيا كان اليوم المحتفى به في 14 فبراير من كل عام، فإن الغاية لا تخرج –في رأيى– عن هدف إنسانى نبيل وهو توثيق العلاقات الاجتماعية بين الناس، وتمتين أواصر المحبة والود فيما بينهم، وإشاعة الدفء في علاقات شابها –نظرا للإيقاع المادى المتسارع للحياة– جفوات وقطع للأرحام وتفكك أسرى لم تعرفه مجتمعاتنا الإسلامية والعربية على مر العصور.

• ألم يدعُ المسيح أتباعه إلى الحب بقوله: "أحبوا أعداءكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم".

• أَلَم يدعنا رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم إلى الحب والسلام والسكينة بقوله: "تهادوا تحابوا"، "أفشوا السلام بينكم".
الجريدة الرسمية