بابا لسه عايش!!
في حفل لتكريم شهداء الشرطة.. جلس كبار الشخصيات على المنصة.. وأمامهم أرامل وأبناء وآباء وأمهات وأخوات.. الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف وحلقت روح أحد الشهداء وطافت حول ابنه الطفل الصغير.. ولأنه أيضا بريء وملاك استطاع الطفل أن يحاور أباه:
الطفل: بابا أنت فين؟!
الشهيد: أنا عند ربنا في الجنة!
الطفل: عايز آجى معاك.
الشهيد: أنت ياحبيبى لازم تعيش عشان تكبر وتخدم بلدك وتبقى قبل كل ده راجل البيت بعد منى.
الطفل: أنا عايزك تلاعبنى وتخرج معايا للنادي ونخرج نتفسح.
الشهيد: اسمع ياحبيبى.. أنت بتحب مصر؟
الطفل: مصر اللى هي أمى؟!
الشهيد: مصر اللى هي البيت الكبير اللى بنعيش فيه.. يرضيك حد يخرب بيتنا.. أو يدمره!
الطفل: أنت كنت بتقولى الراجل لازم يدافع عن بيته.. وإلا يموت أحسن!
الشهيد: عظيم.. أنت لسه فاكر كلامى كويس عشان كده أنا مش خايف عليك يا بطل.
الطفل: بابا يعنى إيه شهيد؟
الشهيد: يعنى اللى بيموت عشان غيره يعيش في أمان!
الطفل: أنا عايز أبقى شهيد زيك!
الشهيد: أنت تذاكر كويس.. وبعدين تشتغل كويس.. وتحب عيلتك وبلدك وساعتها تبقى شهيد.
الطفل: وأموت؟!
الشهيد: الموت والحياة إرادة ربنا سبحانه وتعالى.. يعنى تعمل اللى عليك وتتوكل على الله في كل شىء.
الطفل: أنت وحشتنى يابابا.
الشهيد: لما تحب تشوفنى.. تقرأ لى الفاتحة وتغمض عينيك وحتشوفنى.
الطفل: لما قالوا اسمك هنا في الحفلة والناس كانت بتصقف لك.. أنا شفتك.
الشهيد: ولما زمايلك في الفصل والمدرسة وفى كل حتة كانوا بيقولولك يابن البطل مش كنت فرحان.
الطفل: أنت كنت معانا؟!
الشهيد: مش أنت سمعت القرآن الكريم بيقول إن الشهداء أحياء عند ربهم؟
الطفل يهلل في فرح: بابا لسه عايش.. بابا لسه عايش يا إرهابى!