هل تصبح الأفيال مجرد ذكرى بسبب عصابات الحيوانات البرية؟
تحول الاتجار بالحيوانات البرية لمصدر مالي ضخم لعصابات عالمية تتعامل بالمليارات وتهدد حياة الكثير من الحيوانات لاسيما في أفريقيا. تجد هذه العصابات زبائنها في آسيا. تحاول دول عديدة التوصل لطريقة لمكافحة هذه العصابات.
اجتمعت شخصيات سياسية معنية بشئون البيئة في لندن لبحث سبل التعامل مع العصابات التي تستهدف الحيوانات البرية حتى لا يأتي اليوم الذي "تصبح فيه كل معلومات الأجيال القادمة عن الأفيال والنمور ووحيد القرن إلى مجرد صور في كتب التاريخ فقط"، كما قالت وزيرة البيئة الألمانية باربارا هيندريكس التي مثلت بلادها في الاجتماع.
تفحص الإحصائيات الخاصة بالحيوانات البرية يؤكد أن الأمر بدأ يدخل مرحلة الخطر فعدد الأفيال في محمية سيلوس بتنزانيا بلغ 109 آلاف فيل تقريبا خلال سبعينيات القرن الماضي ليصل العام الماضي لأقل من 14 ألف فيل.
تزامن هذا مع تسجيل أرقام قياسية في كميات العاج التي قامت السلطات بمصادرتها العام الماضي والتي قدرت بنحو 42 طنا وفقا للأرقام الرسمية لكن نشطاء حماية البيئة يقولون إن الأرقام الفعلية أكبر من ذلك بكثير.
يتم تهريب الجزء الأكبر من العاج إلى الصين حيث يستخدم هناك في أعمال فنية قائمة على أساس الحفر على العاج وهو ما يعتبر في الصين رمزا للثراء.
التهديد لا يقتصر على الأفيال فحسب بل يمتد أيضا لوحيد القرن إذ تشير الإحصائيات إلى قتل نحو ألف من هذا الحيوان النادر في جنوب أفريقيا عام 2013. تستخدم قرون وحيد القرن للعلاج من بعض الأمراض في عدد من الدول الآسيوية لذا فإن القرن الواحد لهذا الحيوان قد يصل ثمنه لأكثر من 45 ألف يورو.
تستفيد عصابات الحيوانات البرية من التطور التكنولوجي الحديث فعملية قتل حيوان وحيد القرن في جنوب أفريقيا ونقل قرنه إلى فيتنام لا تستغرق أكثر من 48 ساعة بحسب مراقبين.
وترى خبيرة الشئون الكينية بمركز العلوم والسياسة الألماني، مارغريت هلفيج - بوته أن مكافحة هذه الجرائم يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف.
وتوضح الخبيرة في حوار مع DW: "يجب أن تصبح السلطات المحلية قادرة على اكتشاف الجرائم ومعاقبة المسئولين عنها"، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة مكافحة الفساد الذي يعتبر أيضا من أسباب توحش هذه الجرائم وزيادة عددها بهذا الشكل.
جاء المؤتمر الذي استضافته لندن بدعوة من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ونجله الأمير وليام. وشدد الأمير تشارلز على أن الاتجار غير المشروع في الحيوانات البرية لا يمثل تهديدا لبقاء بعض أهم أنواع الكائنات الحية في العالم فحسب بل إنه يهدد أيضا الاستقرار السياسي والاقتصادي في عدد من دول العالم.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل