«أم كلثوم».. صوت الحب الدافق في كل زمان
روت "سيرة الحب"، وأجادت التعبير عن "الحب كله"، واستنكرت من يجهلون الحب قائلة "أنت فين والحب فين"، عرفت الحب جيدا فقالت بثقة "الحب كده"، وغنت للحب في "ليلة حب" حتى "ألف ليلة وليلة"، فكانت جديرة بأن تلقب بصوت الحب في كل زمان.
إنها سيدة الغناء العربي وكوكب الشرق أم كلثوم، التي أثرت فترة الستينات بالعشرات من أغانى الحب التي أصبحت منهجا ومرجعا للعشاق في زمنها، واحتلت تلك الأغاني عرش الأغانى العاطفية حتى عصرنا هذا، فما من عاشق للحب والخير والجمال إلا وكان عاشقا لـ "الست" ومستمعا دائما لأغانيها.
ولم يكن مستغربا أن تعتمد دار الأوبرا المصرية على أغانى أم كلثوم، والتغنى بها على مسارحها أثناء الاحتفال بأعياد الحب في الألفية الثالثة وبالتحديد عام 2014، وبعد مرور 41 عاما على رحيلها، في إشارة إلى أن أم كلثوم هي أفضل صوت للحب عبر السنين.
تعاونت أم كلثوم مع أهم شعراء عصرها وجاء على رأسهم أحمد رامى، الذي كان رفيق دربها وظهرت بينهما بوادر قصة حب، لكنها لم تكتمل، وأمير الشعراء أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم، وعمر الخيام وإبراهيم ناجى، والشيخ أبو العلا محمد، وغيرهم من الشعراء الذين أضافوا إلى قائمة إبداعات الست، وكذلك أضافت هي إليهم بتعاونها معهم.
كما تعاونت مع أهم الموسيقين الذين عاصرتهم، فكان من حسن حظ العشاق في كل زمان أن يحدث لقاء السحاب بينها وبين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، لينتهى هذا اللقاء برائعة "أنت عمرى"، كما تعاونت فترة طويلة مع الملحن الكبير محمد القصبجى، فكانت "رق الحبيب" علامة فارقة في حياة الست الفنية، وانطلاقة للثلاثي "أم كلثوم والقصبجى ورامى"، هذا بالإضافة إلى تعاون أم كلثوم مع الموسيقار بليغ حمدى، ذلك التعاون الذي فجر سلسلة من الأغانى الفارقة في عمر الغناء العربى بل والعالمى، وكان من ثمرة هذا التعاون "الأطلال، ألف ليلة وليلة، حكم علينا الهوى، الحب كله" وغيرها من الأغنيات، التي سيظل يتغنى بها العشاق ومحبو الفن الجميل مهما طال الزمن.