رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «أغاخان» تخلد أسطورة عشق وسط نيل أسوان.. يحرسها كأس الفضة والوردة الحمراء.."أم حبيبة" ظلت وفية لزوجها بعد وفاته وأوصت بدفنها بجواره.. المقبرة مغلقة منذ 15 عامًا والكثير يتم

فيتو

يأتي عيد الحب منذ أكثر من 15 عامًا على مقبرة أغاخان وسط نيل أسوان دون زوار، وخاصة أنها تجسد أسطورة عشق منذ الثلاثينات بين الأمير وبائعة الورد، تلك المقبرة الشامخة فوق قمة عالية وسط النيل، وبمجرد النظر إليها تسترجع قصة الحب الأسطورية التي تحدت جميع القيود والعادات.

أُغلقت أبواب المقبرة في السنوات الماضية ولم تعد مزارًا سياحيًا، حيث كان يستطيع الزائر دخول المقبرة لمشاهدة الساحة الفخمة التي بداخلها والوردة الحمراء التي كانت تتغير يوميًا، أما الآن فزائر المقبرة يراها من الخارج فقط، أثناء مروره في مركب وسط النيل أو السير على كورنيش النيل بمدينة أسوان.

تحولت "مقبرة أغاخان" إلى مزار للعشاق تحكي ذكرى أشهر عاشقين في القرن الماضي، فضلا عن توافد السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة المقبرة، لأنها رمز للوفاء والحب.

تقع مقبرة الأمير محمد شاه أغاخان، الإمام الثاني والأربعين للطائفة الإسماعيلية، فوق هضبة من الجهة الغربية للمدينة في جزيرة وسط النيل، وتطل على قصر الملك فاروق قديمًا، الذي أصبح حاليا فندق "كتراكت" ذا الطابع التاريخى، ومن الجهة الأخرى تطل على مقبرة رومانية إغريقية ومعبد "ساتت" الذي شيدتة الملكة حتشبسوت.

وبنى الأمير بجوار قصره المقبرة على طراز المقابر الفاطمية في مصر القديمة، مستخدمًا في ذلك الرخام المرمري الخالص، لتظل شاهدة على قصة حب أسطورية بين الأمير "أغاخان" وبائعة الورد الفرنسية "ايفيت لابدوس".

ولدت أسطورة العشق بين الأمير والفاتنة الفرنسية، في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما جمعت الصدفة بينهما أثناء حضورهما حفل ملكي بمصر، وكانت "لابدوس" مدعوة فيه بعد فوزها بلقب ملكة جمال فرنسا عام 1938.

أهتز وجدان الأمير، البالغ من العمر 68 عامًا، عند نظراته الأولى للفاتنة الفرنسية، وعندما تعالت دقات القلب اعترف لها بإعجابه، ليبدأ التحدي بينهما وبين الواقع.

عانت قصة الحب من التقاليد الاجتماعية، بين الأمير "أغاخان" وملكة جمال فرنسا "لابدوس"، نظرًا لما كانت تعيشه مجتمعاتنا الشرقية - ذاك الوقت - من عادات وتقاليد، والتي كانت تمنع زواج أمير من بائعة الورد، فضًلا عن أن الفتاة كانت تصغره بثلاثين عامًا، إلا أنه بعد عام من لقائهما نجحت قوة الحب في تتوجيها ملكة على عرش الطائفية الإسماعيلية بعد زواجها من الأمير.

ودفع الأمير "أغاخان" مليون فرنك سويسرى مهرًا للفاتنة، وبعد انضمامها للطائفة أصبح اسمها "أم حبيبة"، وحملت لقب "البيجوم أغاخان" كما كان يطلق على زوجة الأمير وقتها.

انتقلت "لابدوس" إلى مصر لتكمل حياتها مع مالك قلبها، ولأسباب علاجية فضلوا الإقامة بأسوان، حيث جهز "أغاخان" قصرا لزوجته ليقيما فيه معًا، حتى وافته المنية.

توفى "أغاخان" بعد شهور من بناء المقبرة، إلا أن "لابدوس" قررت البقاء جوار الجثمان وعاشت بجواره بالقصر تكمل حبها له وتحاكيه عشقًا بـ"الورد الأحمر" و"الفضة".

شددت "أم حبيبة" على الحراس أن يضعوا وردة حمراء داخل كأس من الفضة فوق قبر الأمير، على أن تستبدل يوميًا، طيلة حياتها، وزرعت حديقة القصر بنفس الورود التي كان يفضلها الأمير، ولم تكتف بوضعها فوق المقبرة.

انتقلت الأميرة إلى المعيشة بمدينة كان بفرنسا عقب فترة طويلة قضتها في أسوان لتزور المقبرة يوميًا، ولكنها كانت تعود بين الحين والآخر في موعد سنوي إلى القصر لتطمئن وتسترجع ذكرياتها مع "حبيبها"، وعاشت هناك وأوصت بدفنها بجوار الأمير بعد وفاتها.

وأغلقت البيجوم أغاخان المقبرة قبل وفاتها، نظرًا لاستيائها من سوء استخدام الزوار لها، وذكرت في وصيتها أن تغيير الوردة يتوقف بعد وفاتها لأنها ترمز للحب الذي كان يجمعها بالأمير.

سطرت الأميرة بوفاتها عام 2000 الكلمات الأخيرة في أسطورة الحب، عندما انتقل جثمانها إلى "مقبرة أغاخان" بجوار الأمير.

و أصبحت المقبرة بعد وفاة "لابدوس" مزار للمنتسبين للطائفة الإسماعيلية في العالم، ولقبوها بـ"أم الإسماعيليين" ومثلت لهم نموذجًا رائعًا للزوجة التي أحبت زوجها وأخلصت له حتى الموت، وخاصة أن "أغاخان" كان بمثابة الرمز الأكبر للطائفة.

يرجع أختيار الأمير محمد شاه أغاخان، مكان مقبرته في أسوان، لأنه طيلة حياته كان يقضي شهور الشتاء بها، ولم يكن يتوقع أنها ستظل ذكرى للحب الذي لا يموت بينه وبين "أم حبيبة".
الجريدة الرسمية