5 ملايين عاشق صيني يستعدون للزواج في «عيد الحب»
يحتفل الصينيون، اليوم الجمعة، بعيدي (يوان شياو) أو عيد الفوانيس التقليدي، وعيد الحب الصيني.
ويرجع تاريخ عيد الفوانيس التقليدي إلى عهد أسرة هان الملكية الصينية قبل ألفي سنة، ثم ازدهرت نشاطاته الاحتفالية في عهد أسرة تانج الملكية الصينية، حيث تنوعت الفوانيس وتضخمت الاحتفالات من داخل القصور الإمبراطورية حتى بيوت عامة الشعب.
وتسمح السلطات الصينية للمواطنين بإطلاق الألعاب النارية والمفرقعات الصاخبة ابتهاجا بأعياد الربيع وقدوم العام الجديد، طبقا للاعتقاد السائد في الثقافة الصينية بأنها تطرد الأرواح الشريرة وتجلب الفأل الحسن والتوفيق.
فيما يشارك العشاق في الصين خلال "عيد الحب الصيني" نظراءهم في العالم الاحتفال بعيد الحب العالمي، وخلال هذه الأعياد المجتمعة كانت المرأة في الصين القديمة تخرج في العيد لمشاهدة الفوانيس المضيئة، أو حتى لمواعدة حبيبها، وفي هذه السنة، يصادف عيد الحب الغربي في 14 فبراير، عيد الحب الصيني، وهى صدفة لا تحدث إلا في عشرات السنين، وهو ما دفع العشاق الصينيين الذين تعودوا على إهداء الورود الحمراء والشوكولاتة إلى البحث عن "اعتراف بالحب على الطريقة الصينية" ليعكس الرومانسية بأشكال متفاوتة.
وفي الوقت الحالي، يتهافت الشباب في الصين على استعمال أسلوب "رسائل الحب" في التعبير عن مشاعرهم، حيث كتب الطالب جيانج لي رسالة بعنوان "لنكتب لبعضنا رغم بعد المسافة" وأهداها لصديقته التي تعيش بعيدا عنه، وفي نظره، ليس هناك شيء أكثر معنى ورومانسية من رسالة الحب باللغة الصينية الكلاسيكية التي على القياس في عصر الإنترنت الغريب والوسائل التكنولوجية التي تجعل المشاعر تتراجع لبعد المسافات، وبالمقارنة مع الرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية.
ولم يعكر صفو الأعياد والرومانسية والمشاعر في الصين سوى تزايد نسب التلوث، حيث غطى الضباب الكثيف والذي خفض من مدى الرؤية إلى أقل من ألف متر العاصمة بكين ومناطق أخرى، رغم كل هذا الطقس السيئ، إلا أن العادات الصينية خلال عيد (يوان شياو) أو عيد الفوانيس التقليدي، كما هى لم تتغير.
ويعلق المواطنون الفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة على المنازل والشوارع والأماكن العامة المهمة لإضاءتها في ليلة هذا العيد القديم، كما كان يبنى في بعض المناطق دولاب الفوانيس وبرج الفوانيس وشجرة الفوانيس العالية أو تقام مهرجانات الفوانيس الضخمة في الميادين والحدائق العامة لكي يتمتع بها الناس في ليالي العيد.
وقديما، كانت الاحتفالات في الصين تستمر ثلاثة أيام فقط، ثم امتدت إلى خمسة في عهد أسرة سون الملكية، وحتى عهد أسرة مينج الملكية الصينية، إلى أن أصبح الناس يتمتعون بالفوانيس لعشرة أيام متتالية، وذلك يعتبر أطول مدة احتفالية بعيد يوان شياو في تاريخ الصين.
وخلال عيد الحب هذا العام، بلغ عدد العاشقين من الشباب الصيني الذين حجزوا تسجيل الزواج على الإنترنت بمناسبة تزامن العيدين ما يقارب من 5 ملايين زوج في جميع المدن الصينية حيث يتضاعف العدد باستمرار، وفي الوقت نفسه، تقترب كمية الزهور التي تنقل يوميا إلى كل مدينة على حدة ما يقارب 10 أطنان.