رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "الجميلة والمهرج".. حكاية حب لم يتمكن منها الموت

فيتو

يقول المثل الشعبى "ما محبة إلا بعد عداوة"، يبدو أن هذا المثل ينطبق على قصة الحب الأشهر في تاريخ المسرح والسينما المصرية، قصة الحب التي جمعت الكوميديان والمهرج فؤاد المهندس، بالجميلة الأرستقراطية ذات الجذور واللكنة التركية شويكار.

لم يكن اللقاء الأول بينهما عدواة بالمعنى المفهوم، ولكنه كان اعتراضا من المهندس على ترشيح الفنان عبد المنعم مدبولى لشويكار لبطولة مسرحية "أنا وهو وهى" أمام المهندس، فكان المهندس يراها فتاة أرستقراطية جميلة لا تصلح للقيام بدور كوميدى، وبعد خلاف شديد بينهما، وإصرار مدبولى على قيامها بالدور، يبدأ العرض المسرحى وتبدأ قصة الحب والنجاح للثنائى الكوميدى العاشق "المهندس وشويكار"، فأثناء استلقائهما على الأرض في نهاية أحد العروض تُفاجأ شويكار بطلب المهندس للزواج منها، وعندما سُئل المنهدس عن أنه لا يحب الخروج عن النص، فلماذا خرج عن النص وطلب يد شويكار أثناء العرض، رد قائلا "هذا هو قلب النص".

"هي أول وآخر حب في حياتي، كنا نفهم بعضنا البعض من خلال نظرات العين وكنا نشعر ببعضنا ونحن يفصل بيننا مسافات طويلة، وكان هذا سبب نجاحنا في تقديم "دويتو" فني استمر على مدى 20 عامًا قدّمنا فيها أنجح الأفلام والمسرحيات" هذا ما قاله المهندس عندما سًئل عن شويكار، ورغم أنها لم تكن المرأة الأولى في حياته، إذ سبق له الزواج من امرأة أخرى بدافع الاستقرار والشكل الاجتماعى وأنجب منها ولدين، وكذلك سبق لشويكار الزواج وأنجبت ابنتها منه، قبل دخولها عالم الفن، إلا أن لقاءهما كان بداية التعرف على عالم الحب، ليثبتا للعالم أن لكل شخص حبا مخبأ، لا يمكن لأحد معرفة زمانه ومكانه، مهما مر الإنسان بتجارب أخرى.

لم يكن للمهندس القدرة على الابتعاد بنظره كثيرا عن شويكار، فقد كان يمنحها من الحب بنظراته ما لم تعبر عنه العشرات من قصائد العشق والغرام، حتى عند التقاط الصور الفوتوغرافية لم يكن ينظر للكاميرا ليطل على العالم من خلالها، بل كان ينظر إليها هي، فكانت وحدها عالمه ودنياه.

20 عاما من الزواج دام بين المهرج والجميلة، إلا أن عمر المحبة بينهما دام طويلا، ولم يتوقف حتى الآن، فبعد ظهور بعض الخلافات بينهم قررا الانفصال حفاظا على الحب، الذي ظل يربط بينهما بعد الطلاق، ويظل التعاون الفنى بينهم مستمرا، وتقف شويكار إلى جانب المهندس في مرضه، ولم تتوقف دموعها عليه بعد وفاته، وتقول "سأظل طوال عمري حزينة على فنان ملأ الدنيا ضحكًا وسعادة في الترفيه عن شعبه من المحيط إلى الخليج، فهو رفيق وحبيب عمري ولم أعشق غيره طيلة عمري، وعلى رغم انفصالنا لكن علاقتنا ظلت قوية ووثيقة".

ليبقى الحب الشىء الوحيد في عالمنا القادر على الوقوف في وجه الموت متحديا قدرته على محوه والانتصار عليه.
الجريدة الرسمية