رئيس التحرير
عصام كامل

«الفيل الأزرق» في القصيرة للبوكر ما بين مشجع ومستنكر.. النمنم: نهاية الرواية صادمة.. قنديل: نصفق للجنون مادام يخلو من البلاهة والسخف..مكاوي: نرتضي قرارات التحكيم..العون: تقليل من شأن الأدب ا

رواية الفيل الأزرق
رواية الفيل الأزرق

جاء الإعلان عن القائمة القصيرة لجوائز البوكر أمس ليفجر بركان الغضب عند بعض الكتاب والروائيين الذين انتقدوا القائمين على الجائزة لاختيارهم "الفيل الأزرق" ضمن القائمة متهمين الجائزة بإضعاف الأدب المصرى مشيرين إلى أن هناك قامات أدبية شامخة كانت الأجدر بذلك فيما يرى البعض الآخر أن وصول الشاب أحمد مراد إلى الجائزة يحسب له مؤكدين أن طبيعة رواية الفيل الأزرق تعتمد في الأساس على أسلوب الإثارة والتشويق، وتعتبر من روايات الجريمة التي تقتحم عالم المخدرات.

الكاتب حلمى النمنم، يؤكد أن رواية الفيل الأزرق التي صعدت أمس للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، تستحق الوصول للقائمة عن جدارة، مشيرا إلى انتقاد البعض لنهاية الرواية وأنها كانت صادمة لا ينقص منها، والمهم أنها كانت متسقة مع أحداث الرواية.

وأشار النمنم إلى أنه لم يقرأ الخمس روايات العربية التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر مع الفيل الأزرق بعد، مضيفا أن جائزة البوكر بشكل عام والجوائز العربية الثقافية الأخرى تقوم بدور إيجابى كبير في إثراء الحياة الثقافية والأدبية العربية.

وأضاف أن القطاع الخاص في مصر لم يدخل بثقله بعد في الحياة الأدبية مثل دول الخليج، مشيرا إلى وجود مسابقات وجوائز ضخمة وهامة في الخليج يقوم عليها أفراد مثل جائزة العويس، وجائزة الملك فيصل، موضحا أنه باستثناء جائزة ساويرس في مصر ليس لدينا ثقل في المسابقات الثقافية الخاصة.

وعن جوائز الدولة، قال النمنم إنها بحاجة إلى الكثير من التعديلات والإضافات، مشيرا إلى أن قانون الجائزة تم وضعه منذ عام 1958 ومر عليه أكثر من نصف قرن، لذلك فإنه بحاجة إلى إعادة نظر.

ومن جانبه أعرب الروائى مكاوى سعيد عن سعادته لوصول رواية "الفيل الأزرق" للروائى الشاب أحمد مراد للقائمة القصيرة بجائزة البوكر العربية، مشيرا إلى وجود عدد كبير من الروايات المصرية التي كان يتوقع وجودها في القائمة الطويلة للمسابقة ولكنها لم تدخل القائمة.

وأضاف سعيد أنه يحترم رأى لجان التحكيم في جميع المسابقات، مشيرا إلى وجود تذوق خاص بكل لجنة لا يجب الاعتراض عليها مهما اختلفنا معها، وأن من يدخل السباق في أي من المسابقات سواء العربية أو المصرية عليه أن يرتضي النتائج التي يصل إليها المحكمون.

وأكد أن الروائى الشاب أحمد مراد يقدم أدبا مختلفا ولكنه جيد ويجذب شريحة جديدة من القراء، مستنكرا الهجوم الذي يشنه بعض الكتاب على روايته، ومشيرا إلى حاجة الأدب والرواية في مصر إلى هذا النوع من الكتابات الذي يتميز بالإثارة والتشويق والحركة، لأنه يجذب شريحة من القراء الشباب التي لا تهتم باللغة التي تثقل بعض النصوص بقدر ما تهتم بالإثارة والحبكة الروائية التي يتبعها مراد في رواياته.

أما الروائى فؤاد قنديل فأعرب عن سعادته بوصول الرواية المصرية "الفيل الأزرق" للقائمة القصيرة بجائزة البوكر العربية، متمنيا له التوفيق قائلا "يجب علينا جميعا الترحيب به وتشجيعه ليس فقط لأن روايته اختيرت في القائمة القصيرة ولكنه صاحب رواية سابقة جيدة هي فيرتيجو".

واستنكر قنديل الهجوم الذي يتعرض له أحمد مراد بسبب رواياته وأفكاره وأسلوب كتابته، موضحا أن الفنون ألوان ومذاهب متعددة، وأن الفن يفرض على الجميع السماح والترحيب بكل الاتجاهات والأشكال وتشجيع الابتكارات، مضيفا " أن علينا أن نصفق للجنون مادام يخلو من البلاهة والتفاهة والسخف".

وأوضح أنه ليس من حق أحد فرض لون بعينه على الأدب، داعيا كل من ينظر من نافذة واحدة أن يراجع نفسه.

وكان الكاتب والروائى محمد العون، عضو اتحاد كتاب مصر، من المستنكرين لصعود رواية "الفيل الأزرق" للروائى المصرى الشاب أحمد مراد، إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، مشيرا إلى وجود روايات مصرية أخرى تستحق التواجد في القائمة القصيرة ورغم ذلك تم استبعادها مثل رواية "منافى الرب" لأشرف الخمايسى، و"الإسكندرية في غيمة" للروائى إبراهيم عبد المجيد، والروايتان كانتا في القائمة الطويلة للبوكر هذا العام.

وأعرب العون عن تعجبه من إصرار لجنة البوكر خلال السنوات الماضية على تصعيد روايات مصرية من نوعية "الفيل الأزرق" التي يغلب عليها الإثارة والتسلية، في حين تتجاهل أعمالا أدبية ذات قيمة كبيرة، متسائلا هل تتعمد البوكر الهبوط بقيمة الأدب المصرى؟!

وأضاف أنه ضد وجود "الفيل الأزرق" في القائمة القصيرة للبوكر، لأن الرواية تمثل أدب الجريمة والتسلية، وهو موجود في الغرب ويحقق مبيعات عالية، ويتحول إلى أفلام سينمائية، لكن هذا النوع من الأدب لا يدخل المسابقات ولا يفوز بالجوائز، مشيرا إلى الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستى، التي أشتهرت بروايات الجريمة وحققت من ورائها ثروة طائلة، إلا أنها لم تحصل على جائزة أدبية واحدة.

ورفض العون مقارنة أعمال أحمد بأعمال الأديب بهاء طاهر، وهو أول من فاز بجائزة البوكر عن رواية واحة الغروب، مشيرا إلى أن طاهر له رؤية أدبية كاملة، وأعمال تمثل الأدب الحقيقى بكل معنى الكلمة، ولا يمكن مقارنة رواياته بروايات الجريمة والمخدرات.
وختاما، أكد العون على احترامه وتقديره للروائى أحمد مراد، وأشاد بقدرته الأدبية وموهبته في كتابة أدب الجريمة مجاله الذي تميز فيه، مشددا على عدم وجود أي مشاكل بينه وبين مراد.
الجريدة الرسمية