«ساويرس»: السيسي سيفوز بـ 70% ويجب أن يبتعد عن «المنافقين».. «البرادعي» خذلنا وأصابنا بخيبة أمل.. اقترح وجود قبطي ضمن «الفريق الرئاسي» للمشير.. «مرسي»
توقع رجل الأعمال نجيب ساويرس فى لقاء مع الإعلامى عماد الدين أديب، أنه فى حال حسم وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى أمره بشأن الترشح لرئاسة الجمهورية فإنه سيحقق الفوز بنسبة 70 % على الأقل، وداعيا السيسى لإبعاد من سماهم بـ"المنافقين" من حوله.
وأضاف ساويرس فى حوار مع برنامح "بهدوء"، على قناة "سى بى سى" يذاع فى الحادية عشر والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، أن الكرة الآن فى ملعب المشير السيسى نفسه، وعليه أن يثبت أنه منتخب من قبل الشعب وخاضع لإرادة المواطنين وهو ما لم يكن متوافرا لدى نظام مبارك".
ملفات عدة تناولها ساويرس فى حواره مع أديب، تناول خلالها الموقف الراهن وتقييمه لفترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، التسجيل كشف عن تفاصيل محاولة عناصرها رشوته سياسيا عبر إغرائه بمنصب محافظ القاهرة، وهو ما رد عليه بالرفض، فضلا عن تصوراته المستقبلية لأجندة أولويات المرحلة المقبلة.
وقال ساويرس: "أعتقد أن أهم ملامح المشهد الآن هو تأخر المشير عبد الفتاح السيسى، فى إعلان ترشحه للرئاسة وهذا ما يثير لدى الناس قدرا من البلبلة والارتباك والقلق"، وتابع: "يفترض أن السيسى درس كل الاحتمالات خلال الشهور الثلاثة الماضية".
وردا على ما قد يعتقده البعض بشأن تأخر إعلان السيسى لترشحه تحسبا للغضب الأوربى أو الأمريكى قال ساويرس: إن ما حدث فى 30 يونيو كانت قرارا ضد الغرب، لافتا أن فكرة التحرك وفق التوجهات الأمريكية، وأن واشنطن لم تعد بوصلة مُتخذ القرار فى المنطقة نتيجة القرارات الخاطئة للرئيس أوباما".
وأشار ساويرس أن المنطقة العربية تعرضت للكثير من المشاكل بداية من اليمن إلى العراق وليبيا وسوريا لفلسطين والسودان، وبالتالى فلا يوجد من يستطيع القول إن أمريكا تريد أو تحدد لنا مصلحتنا.
وقال ساويرس إن حسابات السيسى بعيدة عن هذا المسألة الخاصة بوجهة نظر الغرب، خاصة أن غالبية الشعب بعيدا عن المنافقين يؤيدون ترشيحه، وتابع: "أعتقد أنه آن الأوان للسيسى لأن يستجيب لرغبة الشارع بالترشح ويبعد المنافقين من حوله".
وردا على سؤال بشأن عدم تفكيره فى الهروب من مصر أثناء فترة حكم الإخوان، قال ساويرس: "هناك شخص اعتز به وهو الراحل، اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وفى أعقاب ثورة 25 يناير هرب الكثيرون، وكنت وشقيقى سميح فى مطار باريس فقررنا العودة لمصر، وتحدثت مع مدير مكتب عمر سليمان وطلبت الدخول فأصدر تعليماته بذلك، وعندما التقيت عمر سليمان بعدها قال لى: "شوفت بقى الصعايدة جدعان إزاي؟".
وتابع ساويرس: "إذا كنا عدنا إلى مصر فى 25 يناير، فكان لا بد أن نبقى فيها وقت أن استولى عليها الإخوان وعاثوا فيها، ثم إنه صعب علينا أن نعيش فى أى بلد آخر، ومعارضة الإخوان حقنا المشروع، على الرغم من أنهم كجماعة يعتبرون الديمقراطية أداة الوصول للحكم فقط ولا يعترفون بالمعارضة، وبالتالى حصلت مواقف المصادمات بينى وبينهم".
وأوضح ساويرس التفاصيل المتعلقة بأزمته مع مصلحة الضرائب، خلال فترة حكم جماعة الإخوان، وأشار إلى أن موقفه المعروف ضد الدولة الدينية منذ أيام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، سببت له مشاكل كثيرة، وفى ظل حكم الإخوان كانوا يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"، الأمر الذى كان يعنى أنه كغير مسلم ليس جزءا من الحل، وأضاف: "عنصرية الإخوان ضد المسلمين أكثر منها ضد المسيحيين لأنهم لا يعتبرونهم مسلمين حقيقيين رغم كونهم مسلمين".
وأكد ساويرس أنه لم يكن رافضا للتعامل مع الإخوان فى المطلق، لكنه قال لهم: "لا تنسوا أنكم نجحتهم بـ 50% من أصوات المصريين، وبالتالى فنصف المجتمع يرفضكم ونحن نمثلهم، سموهم ما شئتم؛ ليبراليين أو علمانيين أو كفرة، ومن هنا تعالوا بنا نبنى البلد معا فكانوا يضحكون".
واتهم ساويرس جماعة الإخوان، بمحاولة استمالته بالرشاوى السياسية، أثناء وجودهم فى السلطة، متصورين أنه يريد منصبا سياسيا، بسبب المواقف المعارضة لهم.
وكشف أنه فوجئ خلال فترة حكم الإخوان باتصال من وزير التنمية المحلية، يعرض عليه منصب محافظ القاهرة، فقال له ساويرس: هل أستاذنت القيادة السياسية؟ فرد الوزير: "اعتبرنى استاذنت"، إلا أن ساويرس طلب منه إجابة يقينية فجاء رد المحافظ: "نعم استاذنت"، فقال له ساويرس: "بلَّغ الرئيس رفضى".
ولفت ساويرس إلى أن الرئيس المعزول محمد مرسى أصدر تعليمات بالتضييق عليه أثناء أزمته مع مصلحة الضرائب، والتى انتهت بالتصالح ودفع ساويرس للمبالغ المستحقة عليه.
وكشف ساويرس أن مرسى قال لأحد مساعديه: "عايز أشوف وشه -يقصد ساويرس- وهو بيمضى شيك الـ 10 مليار"، لافتا إلى أن هناك تسجيلات له بذلك وهو يتحاور مع إحدى الشخصيات الإخوانية بذلك الشأن.
وأوضح ساويرس، أن رجل الأعمال الإخوانى حسن مالك، قال لشقيق ساويرس: "إن أزمة الضرائب كانت ستحل لولا تصريحات نجيب النارية ضد الجماعة".
وقال ساويرس إن الإخوان لا يفهمون أنه لا يريد منصبا، وإنما يريد للمجتمع أن يعيش حريته فى حين إنهم يريدون تطبيق رؤية متشددة تكاد تصل لتحريم الضحك، وأنا مثل كل مصرى محب للفن ومحب للحياة، ولا أحب أن ينظر إلى باعتبارى أمثل المسيحيين وحدهم"، مدللا على ذلك بأنه عندما قرر تأسيس حزب أسس "المصريين الأحرار"، وليس الإخوان المسيحيين كما قال البعض.
وأضاف أن أحد الأشخاص قال له إنه اتخذ مواقفه ضد الإخوان لأنه مسيحى، فرد عليه ساويرس بقوله: "تصدق بالله، أنا أكثر إسلاما من هؤلاء الناس"، وأضاف: "أنا هنا أتحدث عن الإسلام بوصفه مجموعة القيم المتعلقة بالمحبة والعطف على الفقير وحب الخير".
وكشف ساويرس أن علاقته بأسرته وصلت للقطيعة بسبب مواقفه الصدامية مع الإخوان، وكان والده يستحلفه ألا يعود إلى مصر يوم 28 يونيو، ووكان يقول له: "كيف أدعو الناس للنزول ولا أكون معهم؟"، فيما كان إخوته يرون أنهم يدفعون ثمن مواقفه.
وأشار إلى أن قال لشقيقه إنه يجب رفع دعوى لإبراء ذمتهم كمبدأ من قضية التهرب الضرائب، لافتا إلى أن القبول باستمرار هذا الأمر إقرار بالذنب.
واعتبر ساويرس أن الإخوان أهدرت فرصة تاريخية بعد 30 يونيو، للاعتراف بالخطأ والاندماج مع الناس، موجها رسالة للجماعة جاء فيها أن "مصر لم ولن ترضخ للإرهاب وستنتصر فى النهاية ولا تفاوض تحت تهديد السلاح".
ودعا ساويرس إلى ترك باب الحوار مفتوحا مع قطر وتركيا فربما تتغير مواقفهم قريبا، قائلا: "شتيمة أمير قطر وزوجته وابنه فى الإعلام المصرى تجاوز لا يليق بمصر".
وحدد ساويرس محاذير تحول دون تقلد رجال الأعمال للمناصب السياسية، من بينها أن بعض رجال الأعمال الوطنيين عندما تولوا مناصب دفعوا ثمن ذلك، مؤكدا أن 90% من رجال الأعمال السياسيين دخلوا السجن ككبش فداء بدون ذنب، وهنا لا بد من قانون يحمى الوزراء عند اتخاذ القرارات ما لم يتربح منها الوزير شخصيا أو أحد أقاربه أو أصدقائه وهذا لا يعنى عدم معاقبتهم، لكن لا تكون العقوبة هى السجن فهذا قرار إدارى خاطئ من بين عشرات أو مئات القرارات التى اتخذها يجب معاقبته فى حدود هذا فحسب، مشيرا إلى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى تعاقب على قرارات إدارية بالسجن، ولهذا اتخذت قرارا بعدم شراء أراضى من الدولة مباشرة أو الشراكة مع الحكومة فى مشروعات خوفا من الملاحقة.
ولفت ساويرس أن الأزمة الأولى على جدول أولويات، أى رئيس قادم، متمثل فى الدعم الذى يمثل 90 % من مشاكل الاقتصاد المصرى، معربا عن اعتقاده بأنه فى حال استطاع الدولة أن تنهى هذه المعضلة التاريخية بإعادة هيكلة الدعم، يمكنها أن تنهض، وهو الأمر الذى يحتاج إلى قرار قوى لن يُرضى البعض لكنه سيرضى الأغلبية، موضحا أن مصر تعيش الآن على القروض والمنح والمساعدات، وهى جهود مشكورة من الأشقاء لكن الكرامة الوطنية يجب أن تكون حافز لنا.
وأشار ساويرس أن أزمة الدعم تم التغلب عليها فى البرازيل، بربط تطبيقه بتعليم الأبناء والرعاية الصحية، وهى تجربة متشابهة إلى حد كبير مع الحالة المصرية، مؤكدا أنه لا يعقل أن يكون الدعم للجميع ويحصل عليه الجميع ولا يصل إلى الفقير، داعيا إلى تحويله إلى دعم نقدى لمصلحة المواطن ولمصلحة الوطن، لأن ذلك سيرفع القدرة الشرائية للفقراء، وبالتالى يخدم رجال الأعمال من الجانب الاخر، ما يعنى القضاء على الفقر وإنعاش الاقتصاد، موضحا أن الفقير فى البرازيل الآن يعيش فى وحدة سكنية كاملة المرافق أما الفقير فى مصر يعيش فى عشة خشبية بلا مياه أو صرف صحى.
وأوضح ساويرس أن النقطة الثانية فى الملفات العاجلة، تتمثل فى عودة الأمن الداخلى وليس القضاء على الإرهاب فقط، بل استعادة هيبة الشرطة وسيادة القانون، فكثير من المصريين باتوا لا يحترمون القانون خاصة بعد ثورة 25 يناير.
وكشف ساويرس، أن لديه رؤية يتصور البعض أنها هزلية وتقوم على أن مصر تحتاج إلى حكومة تضم عددا من المتميزين فى مجالاتهم كـ«محمد أبو تريكة وعادل أمام ومجدى يعقوب»، لأن الشخص الذى يصل لإنجاز كبير فى مجال ما، هو شخص يتمتع بقدر عالٍ من الذكاء ولديه نقاط قوة يمكن الاستفادة بها.
ولفت ساويرس إلى أن هناك 4 أو 5 وزراء فى الحكومة الحالية بلا أى إنجاز حقيقى فى حياتهم.
وقال ساويرس إن استقالة نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد البرادعى من منصبه «أغسطس 2013»، خذلته وأصابته شخصيا بـ«خيبة أمل شديدة» مما قام به البرادعى، الذى كانت لديه قصة نجاح تكللت بوصوله لرئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأعرب ساويرس عن عدم وجود مشكلة لديه "مرحليا" فى أن يحكم مصر شخص عسكري؛ بسبب الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد، خاصة أنه على مدى 3 سنوات أنهك الاقتصاد وتدهور الأمن، فضلا عن استهداف الوطن من عدة دول وتنظيمات إرهابية ممتدة فى الداخل والخارج.
وأضاف ساويرس: إن السلطة مفسدة، وأنه يخشى على السيسى من الغرور إلا أنه مطمئن لما يعرفه عن وزير الدفاع من التدين والإيمان بأن الله هو الأصل، وأنه كلما ارتفع منصبه تواضع، ومحذرا من محاولات من أسماها بـ"مجموعات واضحة" لإحياء أنظمة قديمة بداية من عبد الناصر وحتى مبارك، وأن ذلك أمر مقلق.
وأعرب ساويرس عن تمنياته بأن يقوم حكم السيسى على سيادة القانون، وأن يركز برنامجه على القضاء على الفقر ويستفيد من تجارب الدول الأخرى.
واقترح ساويرس أن يضم الفريق الرئاسى لوزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى حال ترشحه للرئاسة قبطيا وشابا وامرأة وحلقة وصل بالقيادة الدينية.
وأعرب ساويرس عن تمنياته أن يرى لواء فى الجيش أو المخابرات مسيحى الديانة، أو فى مباحث الأموال العامة، مضيفا: أن الوضع فى مصر لم يصل إلى درجة الوعى التى تسمح بتولى مسيحى رئاسة الحكومة، مشيرا إلى أن تجربة تعيين محافظ مسيحى والتراجع عنها أمام الضغط الشعبى كانت "خطأ تاريخيا"، وأضاف: أتمنى أن أرى مرشحا مسيحيا للرئاسة.
وقال ساويرس إن ما يقلقه فى المرحلة المقبلة، هو نظرة المجتمع لرجل الأعمال على أنهم مجموعة من اللصوص، وهى رؤية أقرب للرؤية اليسارية، كمان أن رجال الأعمال يجب أن يكون لهم دور فى بناء الدولة من خلال التركيز على حل مشكلة البطالة من خلال التركيز على المشروعات كثيفة العمالة.
ودعا ساويرس المستثمرين الأجانب إلى المجيء إلى مصر اليوم قبل غدا، لأن سوقها متعطش والفرص فيها واعدة.