«الأدب» سلاح فلسطين لمواجهة إسرائيل
يبدو أن الأدب هو السلاح الوحيد المتبقي للفلسطينيين لمواجهة محاولات الاحتلال الصهيوني لمحو الهوية العربية، فهناك تراث كبير من الأدب الفلسطيني، الذي يعبر عن الملاحم التي مرت بها فلسطين، بالإضافة إلى وجود أدباء قضوا حياتهم دفاعا عن القضية بالكلمة والشعر، مثل محمود درويش ومحمد حسيب القاضي وياسمين زهران ومريد البرغوثي ونجلة تميم البرغوثي، وغيرهم من الأدباء الذين وضعوا بأدبهم بصمة في تاريخ النضال الفلسطيني.
وفى هذا الإطار أكد السفير الفلسطيني لدى مصر بركات الفرة، على أهمية الدور الذي يلعبه الأدب في ارتقاء الشعوب، مشيرا إلى أنه له أهمية خاصة لدى شعب محتل كالشعب الفلسطيني، موضحا أن الأدب هو روح الشعوب وهو ما يدفع المواطنين للتضحية بأنفسهم من أجل الوطن.
وأضاف الفرا، أنه منذ العصر الجاهلى والشعراء يبثون الروح العالية في قومهم من خلال الكلمة والشعر، موضحا أن للأدب دورا مهما جدا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أن النهضة الاقتصادية تدل على تقدم الأمم وقادرة على تحرير الأوطان.
وشدد الفرا على ضرورة تكريم المبدعين في جميع المجالات، وتقدير الدولة لأدوارهم في النضال الوطنى، مشيرا إلى بعض الأسماء كمحمود درويش وحسيب القاضي، مشيرا إلى أن تقدير الدولة لهؤلاء يساعد على تشجيع الأجيال الصاعدة على الإبداع والتضحية بأى ثمن من أجل فلسطين.
وقال حسام حسيب القاضي، نجل الشاعر الراحل حسيب القاضي أن والده قضى وقتا كبيرا من حياته في خدمة القضية الفلسطينية والكتابة لها، موضحا أن الأدب الفلسطيني سلاح يساهم في رحلة نضال القضية الفلسطينية، وأن المعنى والكلمة والتراث كلها أسلحة يمكن أن تفتك بالعدو الصهيوني.
وأشار إلى أن والده كان من مؤسسي إذاعة فلسطين أثناء الثورة، وأنه جمع في النضال بين السلاح والكلمة حيث شارك كما قتل في الثورة الفلسطينية، وكذلك شارك بالقلم والكلمة في بث الحماسة في قلوب زملائه المقاتلين.
وأكد أن إبداع القاضي لم يتوقف برحيله عن عالمنا، مشيرا إلى أنه بعد حصر مكتبة والده ظهرت الكثير من الأعمال الإبداعية له، والتي لم تنشر بعد، مؤكدا أنه سيعمل على نشر هذه الأعمال والتي تحتوى على نصوص مسرحية، ودواوين شعرية وكتابات نقدية.
وفى نفس السياق أكد محمود إسماعيل، رئيس دائرة العمل والتنظيم الشعبي في منظمة التحرير الفلسطينية، على أهمية دور الأدب في سير القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية تحرص على تكريم المبدعين الفلسطينيين في جميع المجالات، قائلا: إن الأدب والأدباء كواكب تنير ما تعيشه فلسطين من ظلمة الاحتلال الإسرائيلي.
وأشاد إسماعيل بدور شعراء وأدباء فلسطين في الثورة الفلسطينية والنضال ضد الاحتلال، مستشهدا ببعض الشعراء مثل محمود درويش، ومحمد حسيب القاضي وغيرهم، قائلا: إن الكلمة رصاصة في صدر العدو، وأن الدولة الخالية من الثقافة تعاني من ضعف السياسة والقادة بها، وأن الثقافة هي أساس نهضة الأمم.
وتحدث عن دور القاضى في الثورة الفلسطينية، سواء عن طريق مشاركته بالسلاح، أو بأشعاره التي كانت تلهب حماس المقاتلين، ولاتزال تتغنى بها فلسطين حتى الآن، ومشاركته في تأسيس إذاعة الثورة الفلسطينية.