رئيس التحرير
عصام كامل

"طشاري" رواية عراقية تحمل معنى التشرذم والفرقة العربية

فيتو

"طشاري" كلمة قد تكون غريبة بعض الشيء للقارئ غير العراقي، فهي من اللهجة العراقية وتعني التفرقة والتشرذم، ويقولون في العراق "تطشروا مثل طلقة البندقية التي تتوزع في كل الاتجاهات".


وكان هذا هو الاسم الأكثر تعبيرا الذي يمكن أن تطلقه الكاتبة العراقية أنعام كجه جي، لتصبح "طشاري" رواية عراقية عربية تنتقل بنا إلى أكثر من مكان ما بين داخل العراق وتأخذنا إلى فرنسا، وكآلة الزمن نسير معها ما بين الماضي والحاضر بمنتهى السلاسة، وتروي لنا حال ثلاثة أجيال من نساء العراق ومعاناتهم بالتركيز على معاناة المسيحيين في المجتمع العراقي.

تعرض الكاتبة من خلال الرواية حال العراقيين وما يتعرضون له من تشرذم، سواء داخل العراق أو خارجها، وذلك من خلال المرور بثلاثة أجيال متمثلة في الدكتورة وردية وجيل الأبناء متمثلا في الابنة هند وجيل الأحفاد متمثلا في شخص “إسكندر”، لتحكي في البداية عن تشرذم العائلة في العراق وانتقالهم ما بين البصرة والديوانية، ومعاناة شعب العراق من الطوائفية، ثم هجرة البعض وخروجهم من العراق ليتركوا وطنهم ويرحلوا.

وتدور الأحداث جميعها في إطار متشابك ما بين الماضي والحاضر، من خلال استخدام تقنية "الفلاش باك" في الحكي، حيث تبدأ الأحداث مع الدكتورة وردية في باريس، وتبدأ من خلالها في استرجاع الماضي وتذكر حكايتها وأهلها في العراق، لتذهب بنا في سلاسة بين الحاضر والماضي دون أن يشعر القارئ بالتشتت في الأحداث أو الملل من الرواية.

وفى إطار أحداث الرواية تعمل وردية على الحفاظ على تراث بلدها العراق، بالرغم من تواجدها في فرنسا، بل وتنقل الحكايات العراقية والأماكن إلى فرنسا، من خلال الحفيد "إسكندر" بحيث تصبح هي الرابط بين الثقافة العراقية والجيل الصاعد في الغربة، ويعرف الحفيد الكثير عن بلده من خلالها، رغم عدم زيارته للعراق من قبل.

وتبقى الرواية إحدى الأعمال العربية المهمة التي تعبر عن تفرقة العرب بشكل عام، والعراقيين بشكل خاص، وتركز على فكرة الطوائف التي يعاني منها الوطن العربي أجمع، في إشارة إلى معاناة أجيال متعددة من تلك الأمور.

"طشاري" وصلت اليوم إلى القائمة القصيرة والمرشحة لنيل جائزة البوكر العربية 2014، وهى ليست المرة الأولى التي تصل فيها رواية للكاتبة أنعام كجه جي للقائمة القصيرة، بل وصلت من قبل “الحفيدة الأمريكية” لنفس القائمة.

والكاتبة إنعام كجه جي من مواليد العراق عام 1952 تعمل بالصحافة والإعلام، وانتقلت للحياة في باريس لتكمل رسالة الدكتوراه في جامعة السوربون وتقيم هناك الآن، وتعمل مراسلة لبعض الصحف بجانب عملها الأدبي.
الجريدة الرسمية