رئيس التحرير
عصام كامل

السيد حمدين صباحى


سيدى الفاضل تحدثت فى إحدى الجرائد المشهورة بأنك تشفق على شباب الإخوان المسلمين من قادتهم، والسبب أنك ترى فارقا كبيرا بين الشباب والقادة.. فالشباب مستنير ومثقف ومتفتح على الآخر أما القادة منغلقون يناورون ويحاورون وأن القادة أصبحوا عبئا على الشباب.

سيدى الفاضل ومن علم هؤلاء الشباب؟ أليسوا هؤلاء القادة! ومن تحمل وصبر على الشباب ومن دعاهم وأخذ بأيديهم؟ أليسوا هؤلاء القادة الذين تريد أنت أن نتبرأ منهم؛ سيدى الفاضل أنت لا تعلم أننا قد نختلف معهم أكثر مما تختلف أنت معهم بل إننا فى أحيان كثيرة قد نتجاوز فى حقهم وهذا من سوء أخلاقنا إلا من رحم الله، فيقابلون هذه الإساءة بالحب والود والابتسام بل ويوضحون لنا ما خفى علينا فنبادر بالاعتذار.
سيدى الفاضل أنت لا تعلم أن هؤلاء القادة الذين نحبهم حباً جما ونقدرهم قد فهموا قبلنا طريق الدعوة فأخلصوا لله عز وجل ونحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، فكان بعد الفهم والإخلاص العمل لله عز وجل فى سبيل نشر وعدل ورحمة الإسلام، فنحن سيدى لا ننسى لهم جهادهم طوال ثمانين عاماً فلولاء الجهاد فى سبيل نصرة دعوتهم ما ضحوا بالغالى والرخيص فى سبيل هذه الدعوة المباركة فكان نتيجة التضحية منهم ما نحن فيه الآن ولم يكن هذا إلا بطاعة الله عز وجل فهو المعين وهو النصير، فقد مروا بمحن كثيرة ولكن الثبات كان من عند الله عز وجل وقد تجردوا من الدنيا فلم يجر أحد منهم وراء منصب أو جاه أو سلطان زائل ولله الحمد وقد زاد هذا التجرد الإخوة بينهم وهى أوثق عرى الإيمان فاتبع هذا ثقة فى نصر الله عز وجل وهو ما تحقق على أيديهم بعد إذن الله فهؤلاء قادتنا وهؤلاء من نتبعهم فلم نر منهم إلا خيرا وإحسانا والله إننا لنفخر ونعتز بأننا جنود لهؤلاء القادة العظام.
سيدى الفاضل جزاك الله خيراً على النصيحة منك ولكن عذراً دعنا وقادتنا فنحن منهم وهم منا ونحن بهم وهم بنا ولا يفرقنا أحد بإذن الله فهم الضوء الذى ينيرُ لنا الطريق عندما يظلم وهم الأمل الذى نستمده منهم عندما نيأس فهم فى قلوبنا وعقولنا فنحن نحبهم فى الله بل ونتقرب إلى الله بحبهم مهما اختلفنا معهم.. أسأل الله عز وجل أن يجمعنا بهم مع زعيمنا وقائدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم فى الفردوس الأعلى من الجنة.
الجريدة الرسمية