رئيس التحرير
عصام كامل

تراجع حمدين انتحار سياسي!


أتمني ألا يفاجئنا حمدين صباحي بالاعتذار عن خوض معركة الانتخابات الرئاسية القادمة.. بعد أن أعلن قراره بالترشح أمام مؤيديه من الشباب!

وإذا ما قرر حمدين ذلك -تحت أي ظرف من الظروف- فإنه يكون بمثابة «الانتحار السياسي له» وهو ما لا نرضاه لحمدين الذي ير في نفسه أنه مرشح الثورة.. والأحق بالرئاسة.. وأنه من سيحقق العدالة الاجتماعية.. ويأتي بحقوق الشهداء والمصابين وسيعزل الوجوه القديمة للنظامين السابقين ولن يسمح بعودتهما إلى آخر تلك الشعارات الطويلة التي يطلقها منذ ثورة ٢٥ يناير مرورا بانتخابات الرئاسة السابقة التي خاضها وخسرها حتى يومنا هذا!

أتمني أن يستمر حمدين في قرار ترشحه.. وأتمني كذلك أن يخوض أبوالفتوح معركة انتخابات الرئاسة المقبلة بقراره هو وحزبه.. وليس انتظارا لتعليمات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والشيخ القرضاوي وقطر وتركيا.. إلخ إلخ

وطبعا -كعادة أبوالفتوح- إذا لم يترشح سيتحجج بأسباب كثيرة كلنا نعرفها ونحفظها.. حتى يحفظ ماء وجهه.. منها مثلا أن الدولة ستقف مع السيسي وأن المنافسة غير متكافئة إلى آخر شعارات الضلال!!

لا شك أن خوض حمدين وأبوالفتوح وشخصيات أخرى سياسية عديدة سباق الرئاسة مع السيسي لهما خطوة جيدة وصحية نحو تنافس حقيقي بين أكثر من مرشح وتصب كلها في صالح مستقبل الديمقراطية في مصر..لأنه في النهاية سيكون - قرار الاختيار- لشعب مصر العظيم بإرادته الحرة دون تدخل أو ضغوط.. أو وصاية.. فقد انتهت إلى الأبد عصور التزوير والوصاية إلى غير رجعة!!

ويجب ألا ننسي ونحن في خضم المعركة الانتخابية للرئاسة أن الشعب هو من قام بالثورتين.. وأن جيش مصر انحاز لهما..

إذن فلا أحد يتكلم باسم الشعب أو التمسح بالشهداء واستخدام عصا الانتقام ممن عملوا مع الأنظمة السابقة فالجميع - دون استثناء - عمل معها وفي ظلها.. والشعب هو من يمنح ويعزل.. فهو وحده قادر على الفرز ويعرف الفاسد من غير الفاسد.. والمزايد من غير المزايد.. والمنافق من غير المنافق.. من استفاد من الأنظمة السابقة بدون وجه حق ومن لم يستفد..

أرجوكم يا مرشحو الرئاسة قدموا برامج هادفة قابلة للتنفيذ لإنقاذ مصر من مشاكلها وأزماتها ومواجهة الإرهاب الأسود ومؤامرات الداخل والخارج لتدمير مصير.. فالشعب يريد عودة الأمن والطمأنينة وتحقيق أهداف الثورتين من عيش وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية وحرية وديمقراطية.. وكفي شعارات ومزايدات وتمسحات فقد شبعنا منها طوال ٣ سنوات ماضية!
الجريدة الرسمية