رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «اليرموك» عار على العالم.. 160 ألف فلسطيني يواجهون «الموت جوعا».. «المخيم» بلا خدمات طبية.. تزايد حالات الإصابة بمرض شلل الأطفال بين اللاجئين.. والمحاصر

فيتو

ألقت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بداخل مخيم اليرموك الذي يقع في الأراضي السورية.

ورأت الصحيفة أن مخيم اليرموك عار على العالم، مشيرة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين بسبب الحرب والظروف المروعة التي يعانون منها، والحاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية لهم.

وقالت الصحيفة: إن اليرموك رمز لعدم إنسانية الإنسان المعاصر في التعامل مع أخيه الإنسان، فهو رمز لوحشية الإنسان لأخيه الإنسان، موضحة قصة المخيم، الذي يقع على أطراف دمشق وكان مليئا بالحركة، وقلبا نابضا لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين، ويضم 160 ألف فلسطيني عاشوا فيه عشرات السنوات حتى اندلعت الحرب الأهلية في سوريا.

وأضافت الصحيفة: أنه على مدى الستة أشهر الماضية أصبح المخيم مرادفا لسوء التغذية للرضع، وموت النساء أثناء الولادة بسبب نقص الرعاية الطبية، فضلا عن اضطرار المحاصرين بالمخيم لأكل طعام الحيوانات في عاصمة دولة تعد عضوا في منظمة الأمم المتحدة وفي القرن الحادي والعشرين اليرموك يلخص مدى المأساة ومعاناة المدنيين في الصراع السوري.

واستعرضت الصحيفة مأساة خالد البالغ من العمر 14 شهرا وكان من المفترض أن يكون في عداد الموتى لولا المساعدات الطبية من الدكتور إبراهيم محمد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التي قدمها له، خالد تجسيدا للصراع المأساوي السوري الذي لا يرحم، حيث ولد في فترة تصاعد الصراع حول المخيم عندما دخلت قوات المعارضة وسيطرت على المخيم، ثم ردت القوات الحكومية بمحاصرة المخيم بأكمله.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور إبراهيم محمد قوله: "عندما رأيت خالد للمرة الأولى اعتقدت أنه يبلغ خمسة أشهر فقط من العمر وكان يموت بالفعل حيث كان يعيش على الماء فقط خلال الأشهر الثلاثة السابقة ولم يتناول أي طعام.

ونوهت الصحيفة إلى الدور الذي تقدمه الأونروا منذ 18 يناير بعد سماح السلطات السورية للأونروا بتقديم المساعدات للاجئين، ووزعت ألف طرد غذائي يكفي الأسرة لمدة أسبوعين.

وفي 14 يناير، قافلة الإغاثة الأونروا قدمت ست شاحنات تحمل الغذاء لـ 6 آلاف شخص، وتقديم 10 آلاف جرعة لقاح لشلل الأطفال وغيرها من الإمدادات الطبية.

وترى الصحيفة أن اليرموك رمز للتحدي البشري لنا جميعا، ويجب على الجميع الارتفاع لمستوى التحدي حتى لا يحرم سكان اليرموك وغيرهم من المدنيين في سوريا من كرامتهم والتي تنقص من كرامة كل واحد منا، وربما يكون اليرموك يحمل رمزا آخر بعد أن وضعت الحرب أوزارها ويكون تجسيدا ومثالا للتعاطف النساني والتغلب على قسوة الحرب.
الجريدة الرسمية