رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: الجرائم الجنائية وحمامات الدم في العراق لا يمكن دفنها للأبد.. مارك كورتيس يفضح جرائم الأمريكان والإنجليز في الشرق الأوسط.. ضحايا الحرب على العراق قرابة المليون.. إعدام صدام غير قانوني

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن حمام الدم والجرائم الجنائية التي شهدها العراق إبان فترة الحرب، لا يمكن أن يتم تجاهلها وإنكارها إلى أجل غير مسمى، حيث كانت وسائل الإعلام سلاحا للتستر على جرائم الدول الغربية منذ الحرب العالمية الأولى لكي يدفعوا الأمور في الاتجاه الذي يرغبونه.

وأشارت الصحيفة إلى برنامج أذاعته الـ "بي بي سي" عندما استضافت المؤرخ مارك كورتيس الذي استعرض جرائم بريطانيا مما تسبب في حالة من الهلع والذعر عندما كشف كيف خطف البريطانيون مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج وكيف تم تعذيبه.

ونوهت الصحيفة عن تدخل الدول الغربية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا من سوريا إلى اليابان، حيث أجرى في العام الماضي استطلاع للرأي للبريطانيين حول قتل الكثير من العراقيين بسبب الغزو الأمريكي البريطاني في عام 2003، ببرنامج هارفي وتوقع المشاركون أنه قتل أقل من 10 آلاف شخص، وصدموا عندما عرفوا أنه قتل قرابة المليون من الرجال والنساء والأطفال من قبل بريطانيا والولايات المتحدة.

وفي اليوم التالي لبرنامج هارفي استضاف المستشار السابق للجرنال باتريوس، أحد مهندسي الكوارث في العراق وأفغانستان واستضيف موفق الربعي وهو عضو سابق في العراق ومستشار الأمن في نظام الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق وقاد صدام حسين للإعدام الذي كان خارج نطاق القانون.

وتناول البرنامج الحصار الذي تم فرضه على العراق لمدة 13 عاما من قبل بريطانيا والولايات المتحدة وقمعهم لكثير من وسائل الإعلام الرئيسية بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية، حيث قتل في حرب العراق نصف مليون طفل عراقي بسبب العقوبات التي فرضتها بريطانيا وواشنطن وفقا لمنظمة اليونيسيف، وكان هناك يوميا أطفال يموتون في المستشفيات بسبب الحصار.

ونوه البرنامج إلى أنه بعد عشر سنوات في نيويورك التقى برنامج هارفي بـ"كارني روس" وهو مسئول بريطاني كبير، وناقش البيان الذي أدلى به في عام 2007 والذي أشار فيه إلى العقوبات البريطانية والأمريكية التي تسببت في معاناة هائلة للعراقيين العاديين وخاصة الأطفال وتجاهل أمريكا وبريطانيا لهذا الأمر على الرغم من إدراكهما له واكتفوا بإلقاء اللوم على حكومة صدام.

ورأت الصحيفة أن الجرائم الجنائية لحمام الدم في العراق لا يمكن أن تؤجل إلى أجل غير مسمى، وسيأتي اليوم لمحاسبة الجميع، ولن نعود للعصور الوسطى كما هو الحال في المملكة العربية السعودية، والحيوانات المفترسة المسلحة نوويا في إسرائيل، والجهادية المحررة في سوريا، من المؤكد أنه سيكون هناك حساب، ولن تدفع الأمور للحفاظ على نصابها كما يفعل دائما، فالجميع سيحاسب.
الجريدة الرسمية