لن يرتدع الإخوان
ليس من باب التشاؤم، لكنهم سيأخذون الشوط حتى نهايته مهما كان، ليس لديهم أى مشكلة فى أن يدخلوا مهللين "تحت راية الجهاد" مربع العنف، وسوف يحاولون باستماتة استخدام أدوات الدولة من جيش وشرطة، كى تصفى خصومهم السياسيين، وإذا فشلوا ففى الغالب سوف يدمجون ميليشياتهم فى جهاز الشرطة أو يشكلون ميليشيات رسمية.. فى النهاية سيكون لديهم جيشهم الخاص الذى ينفذ أوامرهم بلا تباطؤ.
دعك الآن من ذعرهم الظاهر، وتأمل تصريحات قادتهم وأحبائهم، وكلها تشير الى أمرين، الأول: إنهم يدينون الضحايا، فهم يدينون جبهة الإنقاذ، ويشيعون أنهم يريدون رفع الغطاء السياسى عما يسمونه بالعنف، فخلاصة ما يريدون تصديره أن القتيل هو المخطئ، فهو الذى وقف أمام طلقات المسدس.
التصدير الثاني: إن المصريين راضون عنهم، وإن الموجودين فى الشارع هم عدة آلاف، يحركهم عدة مئات، لو تم التخلص منهم فسوف تنتهى كل المشاكل.
الأكذوبة الأخيرة هى أن هؤلاء الآلاف من المتظاهرين هم الذين يدمرون كل شىء فى مصر، اقتصاد وغيره، ليس من المهم أن يفلح الإخوان فى هذه الأكاذيب أم لا، لكن المهم أن هذا مؤشر حاسم على أن هذا التنظيم السرى لن يتوقف عن غيه، لن يتوقف عن أكاذيبه، لن يتوقف عن تخريب البلد، المهم أن يبقوا إلى ما شاء الله جل علاه فى السلطة.
لعل القارئ الكريم يتذكر أن حليفهم عمر البشير لم تكن لديه مشكلة فى تقطيع السودان إلى دولتين، فالمهم أن يبقى على قلبها، كى يطبق ما يتصور أنه شرع الله.
المهم فى الأمر هو أن نتخلى عن الأوهام، ونعرف أن المعركة مع هذا التنظيم السرى الدولى طويلة.. وإنها تحتاج إلى نفس طويل وآليات تمكن المعارضة من العمل على الأرض بين الناس، حتى لا نثور فجأة ونهمد فجأة، فيكسب الإخوان وتخسر مصر.
نقلًا عن جريدة "فيتو"