رئيس التحرير
عصام كامل

انزلوا ونافسوا السيسي.. وكفى مزايدات!


إذا كانت مصيبتنا في نخبتنا.. فإن نكبتنا في إعلامنا أيضا!!
النخبة منفصلة عن الواقع.. تتحدث من فوق ولا تنزل إلى الناس اللي تحت.. لذلك تجاوزها الشارع ولم يعد يصدقها أو يثق فيها!!

الإعلام بكل وسائله المفترض فيه أن يكون محايدا صادقا مهنيا ينقل الأخبار ولا يصنعها أو يفبركها!!

الكاتب يجب أن يكون مستقلا لا مسيسا في الآراء والقضايا والأحداث التي يطرحها ويعلق عليها.. لكن ما يحدث الآن أن نفرا من الكتاب يصنع الأخبار والشائعات من خيالاته ويكتب عنها كأنها حقيقة مما يثير الجدل والبلبلة والانقسام والصراعات بين الناس!!
والأمثلة -للأسف- كثيرة أمامنا يوميا!!

كاتب معروف يكتب في صحيفة قومية.. زعم لمجرد أن الناس تدعم وتؤيد ترشح المشير السيسي للرئاسة أن ذلك مغالاة ونفاق ومقدمة بأن يكون هناك «حزب للرئيس» وأن هذا الحزب سيرفع شعار «كله تمام» وهو ما سيعزله عن الشعب..

ويضيف الكاتب «المسيس» أن هؤلاء الذين يغالون في دعم السيسي من أجل مصالحهم وليس حبًا فيه أو في الوطن.. وكأنه دخل قلوبهم ويعرف ما فيها.. هؤلاء هم أيضا يهاجمون أي مرشح آخر محتمل ويمارسون إرهابا فكريًا تجاه من يطالبون السيسي وغيره بتقديم برنامج واضح ومفصل وفريق عمل يتولي المسئولية معه بدعوي أنه لا يحتاج إلى شيء من ذلك.. بل إن البعض من هؤلاء - أي حزب الرئيس- كما يتخيل الكاتب يرون أنه لا حاجة إلى انتخابات تنافسية من أصله!!

وأقول إذا كان ما يزعمه - الكاتب - صحيحا وأظنه غير الحقيقة طبعا.. فما ذنب وما علاقة المشير السيسي فيما يحدث؟
ثم أليس من حق الناس أن تعبر عن رأيها وحبها للرئيس الذي تريده.. فلماذا نصادر فرحتهم، ثم الأهم من قال إن هناك حزبا للسيسي.

وإذا افترضنا وجود حزب فالدستور الجديد يمنع الرئيس المنتخب أن يتولي رئاسة الحزب أو حتى أن يكون عضوا فيه، ثم إن الشعب المصري يعرف حقوقه ومكتسباته بعد ثورتين ناجحتين وياسيادة الكاتب المحترم.. هل هناك ما يمنع أي شخص في الترشح للرئاسة طبقا لقواعد اللعبة السياسية وقانون الانتخابات الرئاسية.. وإذا خالف أحد ذلك فتلك جريمة كبري يجب أن يحاسب عليها طبقا للقانون.

أما حكاية البرنامج.. فشيء طبيعي أن يقدم كل مرشح للرئاسة برنامجه الانتخابي والفريق الذي سيعمل معه.. والإ فلن يلتفت أحد إليه مهما كان اسمه!

ولست مع خيالات -الكاتب المرموق- أن هناك من يري أنه لا حاجة إلى وجود مرشحين ضد السيسي.. بالعكس الجميع يتمني أن ينافس أبوالفتوح وحمدين وعنان وشخصيات قوية أخرى السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة.. حتى يكون هناك تنافس حقيقي.. ونعرف أحجام وأوزان كل واحد من هؤلاء.. وأقول لهم انزلوا ونافسوا فالشعب المصري هو من سيختار بإرادته الحرة رئيسه القادم.. ولن يفرض عليه كائنًا من كان شخصًا لا يريده ولا يحب أن يكون هو الرئيس القادم لمصر.. فقد انتهي عصر الوصاية على المصريين!
وارجوكم يا أهل النخبة و الاعلام كفى مزايدات رخيصة.

الجريدة الرسمية