بالصور.. السياسة تنقل عراكها من ميادين الدنيا إلى الآخرة.. صراع موتى قرية الطيبة بنبروه بالدقهلية بين مقابر الفلول وجبانات الإخوان.. 5 مدافن والأهالي تائهون.. والعمدة: مشتتون ومهددون بالتمثيل بموتانا
امتدت الصراعات السياسية والتخوين والأحداث المريرة التي تعيشها مصر من الدنيا إلى الآخرة وذلك بعدما انتقلت الصراعات السياسية من المشهد الدنيوى إلى الصراع على مقابر دفن الموتى، بعدما استقل كل فصيل سياسي بدفن جثامين ذويه في مقابر منفصلة عن الفصيل الآخر.
فما يحدث داخل قرية الطيبة بمركز نبروه بمحافظة الدقهلية تعجز الكلمات عن وصفه، فتلك القرية التي أطلق عليها "الطيبة" من شدة سماحة وطيبة وأخلاق أهل القرية، تقلب الصراعات السياسية أيامهم جحيما، بعدما ظهرت مقابر منفصلة للإخوان، ومقابر لفلول الحزب الوطنى، ومقابر لحزب الكنبة لتظهر داخل القرية، التي لا يتعدى سكانها 40 ألف نسمة 5 مناطق للقبور اتخذ كل فصيل منطقة متباعدة عن الأخرى متنافسين في إظهار جمال المقابر لجذب أكبر عدد من المنضمين.
قال جبر شعبان من أهالي القرية: "أنا عمرى 80 عاما ومنذ نشأتى والمقابر القديمة تقع وسط المنطقة السكنية يحاوطها من كل اتجاه المنازل وتقع مدرسة داخل المقابر، ولكن زاد عدد الأهالي واحتجنا لمقابر جديدة فأخذنا نبحث أعواما خلف الموافقات لإقامة مقابر جديدة لدفن الموتى.
وأضاف شعبان: "إنه حفاظا على الصحة العامة، حيث إن هذه المقابر كانت تخالف الشروط المنصوص عليها في جميع القوانين المتعلقة بالجبانات، واهتم أحد أبناء القرية وهو "عبد السلام الجمال" عضو مجلس محلي المحافظة السابق بالأمر وظل يبحث للحصول على الموافقات بدءا من مجلس محلي القرية ومرورا بمجلس محلي المركز وحتى مجلس محلي المحافظة وكان ذلك قبل قيام الثورة.
وأشار شعبان قائلا: "طلب الجمال تخصيص مساحة 8 أفدنة تقع في شرقي القرية لإقامة جبانات عليها وحصل على موافقات جميع المصالح من صحة وبيئة وري وكهرباء وطرق على خريطة مساحية معتمدة من هذه الجهات وبقيت موافقة المحافظة، وقامت الثورة وبعد أن هدأت الأمور استطاع الحصول على موافقة المحافظ وأصبحت مقابر رسمية للقرية في منطقة تسمى الحنيشة" أو "الريان" وجمعوا 700 جنيه من كل فرد بالقرية ليكون له مقبرة داخل تلك المساحة.
وأوضح قائلا: "لم نستطع مقاومة الفرحة فقامت صراعات بين أعيان البلد يترأسهم برهام حسين وسعد الحصري موظف بالتعليم وآخرين من جماعة الإخوان والسلفيين يطلبون من الأهالي عدم دفع مبالغ في تلك المقابر، لأنها مقابر الحزب الوطنى "ومقابر الفلول"، بالإضافة إلى أن المساحة من الأرض لاتتوافر بها شروط إقامة الجبانات، حيث إنها تقع في شرق القرية وفي مساحة تنخفض بنحو مترين عن مستوى الأرض وطالبوهم أن ينضموا لمقابرهم".
مضيفا: "قاموا بتبوير 25 فدانا في ناحية "المشروع" وانشأوا عليها مقابر وقالوا للأهالي: تلك المقابر تتوافر فيها الشروط الصحية والبيئية، حيث إنها تقع قبلي القرية وبالقرب من الطريق المرصوف وطالبوا بوقف الترخيص مؤكدين أنهم حصلوا على الترخيص وسط فساد المحليات ومجاملة للعضو الفلول، وأخذ الطرفان يتقاسمون على الأهالي في المناطق التي يدفنون فيها جثثهم ويوما يتداخلون في الصراعات".
والتقط فهمى فكرى أحد أهالي القرية طرف الحديث قائلا: "لم ينتهِ الأمر عند حد الصراعات وتخوين بعضهم ولكن عندما وجد الأهالي الأمور تزداد سخونة بينهم قاموا بالاعتداء على أرض زراعية ملكهم وأنشأوا عليها مقابر خاصة بهم على الطريق وأناس آخرون أنشأوا داخل عزبة الحاج عبد الغنى مقابر أخرى لتصبح القرية بها 5 مدافن والجميع تائهون".
وأضاف فكرى: "لم يكتفِ المتصارعون عند هذا الحد، بل أخذوا يجملون في المقابر لجذب المشترين إليها، فحول الأعيان مقابر المشروع إلى قصور وليست مقابر يبيعون القيراط فيها من 25 إلى 30 ألف جنيه، ويجملونها بأغلى الأحجار وعلى الطراز الفرعونى، وبالفعل دفنت فيها أكثر من 65 عائلة موتاهم، ولكن الخوف أن يكون مصير تلك المقابر الهدم والإزالة وبذلك تكون الخسارة فادحة، فتلك الصراعات أفقدتنا أكثر من 10 ملايين جنيه من أراض ومبان وانقسامات".
وقال عزت البدرى عمدة القرية الطيبة: "تلك الصراعات تتزايد يوما بعد الآخر بالقرية ولا نعرف لمصلحة من، فالإخوان يشعلون الفتيل على جثث الموتى، غير مراعين حرمة الموت، فمقابر الحنيشة هي المقابر القانونية الشرعية".
وأضاف البدرى: "هناك أشخاص لا يريدون الهدوء ويسعون للكسب المادي والسياسي وأشعلوا نار الفتنة واتهموا من سعى في الحصول على الموافقات بأنه فلول ولا يجوز دفن الموتى في مقابر جاءت بالفساد ومجاملة، رغم أن تلك المقابر كانت حلم القرية على مدى عشرات السنين".
وأضاف عمدة قرية الطيبة قائلا: "فوجئنا بمن يختلفون فكريا وسياسيا وينتمون لتيارات أخرى يقومون بالتعدى وتبوير الأرضى الزراعية من أجل مصالحهم ومخالفين للقانون، على الرغم من المحاضر، إلا أننا لا نستطيع تنفيذ إزالة تلك المقابر، فقد شيدت كالقصور لجذب الأهالي وأصبحنا نعيش مشتتين ومهددين بالتمثيل بجثث موتانا".