رئيس التحرير
عصام كامل

«القرضاوي يزيد الفجوة بين قطر والعرب».. «فاينانشال تايمز»: تصريحاته «الوقحة» ضد الإمارات لم يسبق لها مثيل.. ومسئول قطري لـ«رويترز»: لن نمنعه في بلد يكفل حرية ال

الشيخ يوسف القرضاوي
الشيخ يوسف القرضاوي

في ظل الأزمة الدبلوماسية القائمة بين دولة الإمارات العربية وقطر على خلفية تصريحات الدكتور يوسف القرضاوي ضد أبوظبي، لفتت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إلى التصريحات الدبلوماسية التي وجهتها أبو ظبي للدوحة المعروف عنها دعمها لجماعة الإخوان.


وأشارت الصحيفة إلى انتقادات الإمارات التي لم يسبق لها مثيل من قبل، ضد قطر حول دور الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، ولقد استدعت أبوظبى سفير الدوحة لديها للاحتجاج على التصريحات التي وصفتها حكومة أبو ظبى بـ"الوقحة" التي قالها يوسف القرضاوي الذي يعيش في قطر ويعد الأب الروحي لجماعة الإخوان.

وأوضحت الصحيفة أن القرضاوي في خطبة يوم الجمعة التي بثت عبر وسائل الإعلام الرسمية القطرية، انتقد دولة الإمارات واتهمها بإسقاط الحكومات الإسلامية.

ورفض أنور محمد قرقاش وزير دولة الإمارات العربية المتحدة للشئون الخارجية لإمارة أبوظبي، مثل هذا الخطاب ووصفه بأنه يحرض على الفتنة وبغيض، وهي خطوة غير مسبوقة لقطر لمنع برامجها الدينية من إهانة دول الجوار.

ولفتت الصحيفة إلى ارتفاع التوترات بين البلدين في السنوات الأخيرة بعد رعاية قطر صعود الجماعات الإسلامية في الربيع العربي وبلوغ التوترات ذروتها عندما دعمت قطر الإخوان في مصر.

ولقد دعمت المملكة العربية السعودية، القوة العظمى الإقليمية العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، المؤسسة العسكرية التي قامت بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان، التي كانت تدعمها قطر وتعد أبو ظبي والرياض رائدين لدعم الحكومة المصرية المؤقتة في مصر.

ونوهت الصحيفة إلى أن المشير عبد الفتاح السيسي لم يسلم من انتقاد القرضاوي في ذات الوقت الذي انتقد فيه الإمارات.

وأكد قرقاش أنه حاول خلال الأيام الماضية احتواء القضية من خلال الاتصالات المستمرة على مستوي عال بين البلدين، ولم تصدر قطر بيانا تندد بمحتوى خطاب القرضاوي ولم تقدم أي ضمانات بأن هذا لن يحدث مرة أخرى.

بينما قال وزير الخارجية القطري، خالد عطية: "إن التصريحات التي أدلي بها القضاوي لا تمثل السياسة الخارجية للبلاد، وأن العلاقات التي تجمع قطر والإمارات علاقات إستراتيجية".

وأشارت الصحيفة إلى أن انتقادات القرضاوي لم تكن المرة الأولى التي ينتقدها فيها ولكن في ظل الأجواء المشحونة وصل الأمر للشكاوى الرسمية.

ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في دولة الإمارات، عبد الخالق عبدالله "أن الإمارات تطالب قطر تقويض القرضاوي ولكن قطر لا تقدم على ذلك، وتطلب دول الخليج بانضمام قطر إلى الخليج أو لعب دور مستقل ولكنها تلعب دور المنشق".

وكان المحللون يعتقدون أن الشيخ تميم بن حمد الثاني، حاكم قطر الذي تولى السلطة من والده في العام الماضي، من شأنه أن يقدم نهجا أكثر ميلا للمصالحة بعد سنوات من شكاوى الجيران من سياستها الخارجية.

واتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العامين الماضيين إجراءات صارمة ضد الإسلاميين المحليين، مع تركيز اهتمامها على الإصلاح، واتهمت مجموعة بأنها فرع للإخوان في الإمارات.

كما اعتقل الدكتور محمود الجيدة، القطري، قبل سنة تقريبا في مطار دبي، ومن المتوقع أن يصدر الحكم عليه اليوم الإثنين بتهمة مساعدة الجماعات التي تدعو للإصلاح السياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة.

على صعيد متصل قال مصدر قطري مسئول لوكالة "رويترز": إن الدوحة لا يمكن أن تكون مسئولة عن وجهات نظر كل فرد وأن السلطات ستواصل منح الأشخاص مثل "القرضاوي" الحق في التعبير عن أنفسهم.

وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه "إن قطر هي موطن يتيح للأفراد الحرية في التعبير، ولن يتغير هذا الحق مطلقا".

وأوضحت الوكالة أن الحادث الدبلوماسي يعكس الانقسامات المتزايدة بين قطر والإمارات حول توجهاتهم من أحداث الربيع العربي.

الجريدة الرسمية