رئيس التحرير
عصام كامل

كفاية فشل..!


• هل تحققت تطلعات المصريين وأحلامهم في وطن حر ودولة ناهضة؟!
للأسف.. بعد 3 سنوات من ثورة يناير كانت النتيجة أنه لا دولة ولا اقتصاد ولا سياحة ولا أمن ولا قانون ولا عدالة.. ولا تحقق شيء من أهداف الثورة.. والجميع للأسف ساهم في هذا الفشل فالمجلس العسكري والنشطاء السياسيون والحقوقيون والنخبة والشباب المغرر بهم هم من ساعدوا في وصول الإخوان إلى الحكم!!


لقد تفجرت ثورة يناير في نسختها الأولى بدوافع عديدة.. منها غياب العدالة وافتقاد الحياة الكريمة وانسداد سياسي واستبداد.
ترى بعد عام من حكم الإخوان ماذا تحقق من مطالب الثورة.. هل تحققت العدالة الاجتماعية.. هل عاد الأمن بمفهومه الواسع.. هل سادت الشفافية.. هل تخلصت مصر من أوزار الماضي وأمراضه وأعبائه.. هل شاهدنا تغييرا ملموسا في ملفات المشكلات المستعصية؟!

هل تعافى الاقتصاد.. هل نهض التعليم والبحث العلمي والصحة من كبواتها وآفاتها المزمنة.. هل تراجعت البطالة.. هل اختفت العشوائيات أو تراجعت.. هل وفرنا لسكان المقابر مساكن تليق بالأحياء.. هل حققنا أحلام الشهداء الذين ضحوا لأجلها في ثورة يناير من عيش وحرية وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية.. هل تحققت تنمية البشر والموارد الطبيعية.. إلخ.. إلخ؟!

• لقد انتظر الشعب المصري 3 أعوام كاملة أن يجني شيئا من ثمرات ثورته.. فإذا به أمام معاناة لا طاقة له بها، وأزمات يومية طاحنة وصراعات سياسية لا ناقة له فيها ولا جمل ومخاطر جمة تأخذه للمجهول ومعارك على الهوية والفرز الطائفي والمذهبي وحروب كلامية وتخوين وتشكيك.. لذلك كله خرجت ملايين الجماهير في 30 يونيو واعية بحجم المخاطر وفشل النخبة وما يطلقون على أنفسهم "ثوار".. ثم خرجت نفس الملايين للاستفتاء على الدستور وبعدها الاحتفال بمرور 3 سنوات على ثورة يناير والمطالبة بترشح السيسي رئيسا للبلاد.

أليس من حق الناس التي رفضت حكم الإخوان ومؤامرات الداخل والخارج ضد مصر وجيشها وشرطتها أن تختار قيادة الدولة في المرحلة المقبلة.. أن تختار الشخص القوى الذي يصغى لنبض الشعب؟

فإذا الشعب يوما أراد فلابد أن يستجيب السيسي حتى لو كان لا يريد.. فهذا تكليف لا تشريف.. فالرجل لا يحتاج لمجد ولا يسعى لجاه أو سلطان ويكفيه شرفًا أنه كتب لنفسه صفحات من نور في وجدان الناس وتاريخ مصر.. أما من يتذرعون من الساسة وأصحاب المصلحة بأن هناك ضرورة لإبعاد العسكريين عن السياسة وقصر دور الجيش على حماية الحدود.. فماذا يقولون فيما نراه اليوم من ارتباك المدنيين في الحكومة الحالية وتقاعسهم وفشلهم.. ثم وهو الأهم.. ما علاقة الجيش إذا ما ترشح السيسي كرجل مدني بعد استقالته طبعًا.. وإخضاعه لقواعد اللعبة السياسية كأي مرشح آخر؟

ولكن الحكاية أن هناك، للأسف، من يخاف من شعبية السيسي بعد أن نال حب الشعب الكاسح.
الجريدة الرسمية