رئيس التحرير
عصام كامل

«الجارديان» تدافع عن فضيحة مراسلها في القاهرة بتقرير «مضروب».. المراسل نشر صورا «مفبركة» لتظاهرات الإخوان.. والصحيفة ترد: «الخطأ وارد» لكن المصريين لا يغفرون أخ

صحيفة الجارديان البريطانية
صحيفة الجارديان البريطانية - صورة أرشيفية

في الوقت الذي أقامت فيه الدنيا ولم تقعدها بسبب الصورة «المفبركة» التي نشرتها جريدة الأهرام للرئيس الأسبق حسنى مبارك وهو يتقدم زعماء العالم، وتباكت على المهنية التي أضاعتها أعرق جريدة مصرية وعربية، هاهي صحيفة «الجارديان» تسقط في الوحل، ولكن هذه المرة بصورة أبشع من الأهرام، حيث نشر مراسل الصحيفة البريطانية صورا لمظاهرات مؤيدة للقوات المسلحة وخارطة الطريق، ونشرتها تحت عنوان "مظاهرات المعارضة في مصر".


الصحيفة المعروفة بميولها القطرية ومساندتها لجماعة الإخوان الإرهابية، نشرت تقريرا اليوم الأحد تبرر فيه هذا الخطأ وتدافع فيه عن مراسلها، معتبرة أن الخطأ غير مقصود، زاعمة أن «خطأ مطبعي» من الممكن أن يقضي على مستقبل الصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر.

وقالت الصحيفة إن الخطأ الذي وقع فيه مراسل الصحيفة "باتريك كينجسلي" بنشر ملف مصور للمظاهرات المؤيدة لخارطة الطريق التي وضعها الجيش بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، ونشرت تحت عنوان "مظاهرات المعارضة في مصر" وتم إدراك الخطأ في أقل من ست دقائق إلا أن الخبر انتشر في وسائل الإعلام الاجتماعية على أن الجارديان تنسب المظاهرات المؤيدة للمعارضة.

وزعم كينجسلي "أن النزعة القومية السائدة في مصر الآن تمنع أي شخص من النظر إلى مجرد خطأ لشخص يعمل في غرفة الأخبار لساعات طويلة وأن الأمر ليس له علاقة بتوجه الصحيفة، كما أن العدائية تجاه الصحفيين الأجانب وصلت إلى حد الهجوم على أي شخص أجنبي يحمل كاميرا من قبل المؤيدين الغاضبين"، على حد قوله.

كما زعمت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات في مصر يتعرض الصحفيون الدوليون لأجواء متوترة في مصر وتتهم الحكومة الصحفيين الدوليين بالتحيز لتصوير الوضع في مصر بالعودة إلى الاستبداد، بينما المصريون الموالون للحكومة يشعرون أن التدابير المتشددة من الدولة ضد المعارضة هي الوسيلة الوحيدة والمشروعة للتخلص من جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي، الذي صورت على أنها منظمة إرهابية، وتجب إعادة الاستقرار إلى البلاد، ونتيجة لذلك، ينظر إلى المراسلين الأجانب على أنهم وكلاء للإخوان مدفوعون أو جواسيس.

ونوهت الصحيفة عن احتجاز كينجسلي في مصر ست مرات من قبل الشرطة أثناء تغطيته للأحداث وكان مؤيدو الحكومة غاضبين على ما اعتبروه كذبا صريحا وفي غضون ساعة طالب أحد البرامج الحوارية مقابلة كينجسلي لتبرير الخطأ، بحسب ما جاء في تقرير الصحيفة.

ولفتت الصحيفة على حد مزاعمها، إلى أن صحفيا ألمانيا، لم تذكر اسم، دخل المستشفى الأسبوع الماضي بعد تعرضه لهجوم من قبل بعض الغاضبين، وهناك حالات أخرى مماثلة، كما زعمت أن الشرطة اعتقلت ما لا يقل عن 24 صحفيا منذ يوم السبت 25 يناير أثناء تغطيتهم للاحتجاجات.

وفي ليلة السبت 25 يناير اضطرت الجارديان إلى إصدار بيان ينفي أن القطريين لديهم أي شكل من أشكال الملكية لوسائل الإعلام في المملكة المتحدة، وأن الجارديان مملوكة بالكامل لـ"سكوت تراست" وكان الغرض من ذلك تأمين الاستقلال المالي وتحرير الجارديان إلى الأبد ليكون أكثر وضوحًا.
الجريدة الرسمية