رئيس التحرير
عصام كامل

مرة ثانية.. ارفعوا أيديكم عن السيسي


يبدو أن من يريدون السوء بمصر لم ييئسوا.. ومازالوا مصرين على إيقاع الضرر بها بكل الوسائل والسبل.. تصورنا أننا بتخلصنا من نظام مبارك ومنافقيه وفاسديه ومُفسديه.. ستسترد مصر نفسها من براثن النفاق والمنافقين ممن قادوا مبارك ومصر إلى هوان الفساد والمحسوبية والحاكم "الإله".. المُنزه عن الخطأ.. كلماته قوانين.. وأحكامه نافذة بلا مناقشة حتى ولو كان خطؤها واضحًا وضوح الشمس.. ورغم تخلصنا من هذه الأكاذيب في 25 يناير 2011.. لكن يبدو أننا كنا واهمين.. تشبثنا بالمتأسلمين ظنًا ووهمًا بأنهم لله أقرب.. وبحقوق الشعب أعرف..

ولكنهم كانوا طامعين في السلطة والسلطان وتستروا وراء الإسلام وهو منهم براء.. وقَلَبَ منافقوهم الحقائق – وما يزالون– وجعلوا من الحاكم خليفة.. أوامره مُطاعة وكأنها أوامر إلهية.. أو ليس يحكم – كما يدعون – بكتاب الله وشرع رسوله.. وتخلص الشعب من هذه الأوهام في 30 يونيو 2012..

ولكن يبدو أن المنافقين لم ييأسوا.. فعادوا بأشكال جديدة قديمة.. أو قديمة جديدة.. لم تكتفِ قافلة النفاق بالوجوه القديمة التي عادت بعد سقوط الإخوان تُسفر عن نواياها وأطماعها.. بل نشروا وجوهًا جديدة.. ولكنهم يعزفون نفس لحن النفاق الذي أودى بحكم مبارك.. والذي أودى من بعده بحكم الإخوان.. لذا نصرخ هذه المرة.. وبأعلى صوت:

يا أيها المطبلون.. ارفعوا أيديكم عن السيسى.. يا أيها المنافقون والمتاجرون..ارفعوا أيديكم عن السيسى.. يا أصحاب الدعوات والمؤتمرات والمسيرات واللافتات.. ارفعوا أيديكم عن السيسى..

الناس وخاصة البسطاء والفقراء والمُهمشين.. يُريدون السيسى.. لأنهم رأوا فيه الأمل.. والمُخلص.. رأوا فيه اليد الحانية التي تمسح دموعهم.. وتداوى جراح سنين من الإهمال والفقر والحرمان. 

والرجل قدم أوراق اعتماده للشعب وليس للمنافقين.. انحاز للبسطاء منذ البداية لا للمتاجرين بأوجاع الناس.. لذا تعلق الناس به.. فحمَّلوه الأمانة.. والله يشهد أنها ثقيلة لا لأنها مُحملة بمشاكل وأزمات سنين طوال.. ولكن لأنها مُحملة بأماني وأحلام البسطاء.. 

ولكن يبدو أن المُطبلين والمُزمرين.. وبحثًا عن دور ومكان.. لا يُريدون أن يتركوا الرجل للشعب ولا أن يتركوا الشعب يحلم بقائد يأخذ بيدهم إلى بر الأمان.. فطبلوا وزمروا كعادتهم ليجدوا لأقدامهم موضعًا في المشهد. 

البعض رفع لافتات من عينة "كمل جميلك".. "السيسى رئيسي".. وغيرها.. والبعض سيّر المسيرات.. والبعض كان أوضح ولا أقول "أوقح".. عقدوا المؤتمرات – قبل الهنا بسنة– وأعلنوا ترشيحهم ومساندتهم للسيسى في الانتخابات القادمة..

ولكن فاتهم أن كلمة الشعب كانت الأسبق.. وأن مؤتمراتهم ولافتاتهم تحصيل حاصل.. و فاتهم – وهو الأهم– أن السيسى رجل عسكري يعرف أن النفاق لا يُفيد.. وأن المنافقين لا يعرفون غير لغة المصالح.. أما الشعب الذي تعلق به فلا يعرف غير لغة الأمل..

ولأن صناعة الفرعون هي صناعة مصرية بامتياز.. مارسها كثيرون على مدى تاريخ مصر الطويل منذ فجر التاريخ.. فنفاق الزعماء وراثة.. تجرى في البعض مجرى الدم.. وهم يتوارثونها جيلًا بعد جيل.. طمعًا في المكاسب والمصالح ولو على حساب "الفرعون" نفسه.. لذا لن يكف الأحفاد عن تقليد الأباء.. و سيواصلون طريق النفاق والإفساد.. لذا علينا أن "نحظر" المنافقين والمنافقات.. الفاسدين والفاسدات، فكم أضاع منهم زعماء بنفاقهم.. وكم كشف خداعهم ونفاقهم آخرون فنجوا ونجت مصر من نفاقهم ومحاولات "الفرعنة" التي حاولوا بها خداع الحكام طويلًا. 

ارفعوا أيديكم عن السيسى.. بل ارفعوا أيديكم عن مصر وشعبها واتركونا نحقق الأحلام.. وننجو ببسطاء مصر وفقرائها من براثن الجهل والجوع والمرض.. بالله عليكم رفقًا بالسيسى.. فهو ليس ممن ينخدعون بالمنافقين.. ورفقًا بمصر.. ورفقًا ببسطائها الباحثين عن الخلاص. 

الجريدة الرسمية