رئيس التحرير
عصام كامل

«المليجي» يفضح «دموية الإخوان».. «البنا» فشل في نشر أفكاره فكوّن «التنظيم السري».. التنظيم استغل «النكسة» لصالحه.. انقلبوا على «السادات» وها

حسن البنا المرشد
حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين

في ندوة أقيمت بقاعة "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ45، لمناقشة كتاب "اختطاف ثورة وتمزيق وطن" للكاتب السيد عبد الستار المليجي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، سرد المليجي التاريخ الأسود والدموي للإخوان ولجوءهم الدائم للعنف عند فشلهم في نشر الأفكار، مشيرا إلى أن تلك عادة الجماعة منذ نشأتها وسيظل حتى نهايتها، كما يحدث الآن.


بدأ المليجي حديثه من نشأة الجماعة، قائلا: أنها تجربة اجتماعية نشأت في ظروف مجتمعية خاصة عام 1928 بواسطة شاب صغير محدود الفكر والإمكانيات وهو حسن البنا، موضحا أن طموح هذا الشاب في أن يكون أميرا على أي شىء جعله يأخذ من العمال البسطاء في الإسماعيلية مجموعة ليرأسها ويكون أميرا عليها، فبدأ في ممارسة نوع من الخطابة المبهرة للجمهور وأخذ يجمع التبرعات مستغلا المجتمع البسيط الذي وجد فيه، وقام بتسجيل الجمعية في الإسماعيلية.

وعندما قام البنا بإغراء العمال في الإسماعيلية للثورة على الجنود الإنجليز هناك وقتها وعدم إطاعة أوامرهم، أصبح يهدد الاحتلال الإنجليزي هناك، تم نقله إلى القاهرة، حيث البيئة الثقافية المختلفة التي لم يلق بها قبولا كالذي يلقاه بين بسطاء الريف، ومن هنا بدأ الانحراف الأول في حياة البنا حيث فشل في نشر أفكاره، فاتجه إلى العنف وبدأ في تكوين التنظيم الخاص القائم على العنف، وانقسمت الجماعة إلى فريقين فريق يناقش أمور الدين، وآخر للتسليح وقد أولى البنا لفريق التسليح اهتماما خاصا.

واستطرد المليجي في سرد التاريخ الأسود للجماعة، موضحا أن التنظيم السري الذي صنعه البنا بدأ يزداد حتى وقعت أول حادثة اغتيال يقوم بها للقاضي أحمد الخازندار، مشيرا إلى أنه كان حادثا بشعا، ورغم نجاحهم في عملية الاغتيال إلا أنهم لم ينجحوا في الهروب وتم القبض عليهم واعترفوا بالواقعة، ومن هنا بدأ الخلاف في الجماعة، وتبع ذلك اغتيال النقراشي باشا، وكان ذلك بمثابة خروج كبير على ما اتفقت عليه الجماعة مع حكومة الملك، فانقلبت عليهم الحكومة وبدأت الدولة المصرية في مواجهة التنظيم، وبدأت عملية اعتقالهم والتخلص منهم، وانتهت جماعة الإخوان في ذلك الوقت ما بين هارب ومقتول ومعتقل.

واستكمل المليجي حديثه بأن تلك المرحلة كانت فاصلة في حياة الجماعة، التي ظلت لمدة سنتين ونصف دون مرشد لها إلى أن جاء خالد الهضيبي ليصبح المرشد الثاني للجماعة، وماتت تماما فكرة الدين وأصبحت الجماعة عبارة عن مجموعات مسلحة تسعى خلف الإمارة، وبعد ثورة يوليو 1952 طالب الهضيبي بنصف مكاسب الثورة، ومنحهم مجلس إدارة الثورة بعض الوزارات إلا أنه رفض وعزل كل من قبل المناصب الوزارية من الجماعة، وبدأ في محاولات اغتيال جمال عبد الناصر التي وصلت إلى 25 محاولة اغتيال، ولكنهم لم يستطيعوا إحداث أي تغيير في الحياة السياسية المصرية في تلك الفترة.

وانتقل بالحديث إلى فترة السبعينات وخروجهم من المعتقل، ونفى المليجي أي تأثير للجماعة على تدين الشعب المصري، موضحا أن الشعب خرج من نكسة 1967 متدينا بطبعه بسبب أحداث النكسة والهزيمة ولم يكن لجماعة الإخوان دخل في ذلك، مشيرا إلى أنه عند خروجهم من المعتقلات في عهد السادات استغلوا ذلك الزخم الديني عند المصريين لترويج أفكارهم.

وقال المليجي أنه كان من هذا الجيل الجامعي المتدين القادم من ريف مصر عند خروج الإخوان من المعتقلات، ولم يكن قد قرأ أي شىء عن تاريخهم، مشيرا إلى أن جمال عبد الناصر قد منع نشر أي شىء يخص الجماعة، ما دفع به إلى الانخداع بهم والدخول معهم ليصبح أحد صانعي الجماعة في تلك الفترة، قبل أن يكتشف نواياهم ويقرأ تاريخهم الدموي فيقرر الانشقاق عن الجماعة، وكتابة تجربته معهم ومحاربة فكرهم الدموي الذي يدعو للعنف.

ويؤكد المليجي أن الإخوان انقلبوا على السادات وكان لهم دخل في اغتياله، مشيرا إلى سفر كل قادة الإخوان قبل اغتيال السادات بأسبوع، ثم عادوا بعد مقتل السادات ليصبح التنظيم أشد دموية بتولي مصطفى مشهور قيادة الجماعة وتأسيس القيادات الذين سرقوا ثورة يناير مثل بديع والكتاتني، مشيرا إلى أن الترتيبات مع وزير داخلية مبارك والحزب الوطني والإخوان بدأت منذ التسعينات، مشيرا إلى أن ذلك ظهر في تقاسم مقاعد مجلس الشعب بين الإخوان والوطني.

وانتقل المليجي إلى مرحلة حاسمة في تاريخ مصر وهى تأسيس حركة "كفاية" التي أعادت الأمل والثورة إلى الشارع المصري ووضعت شعارا جديدا "لا للتمديد لا للتوريث"، موضحا أن الحركة جعلت الإخوان يرتجفون من هذا الوليد الجديد وحاولوا سرقة الحركة، لكنهم فشلوا، وكانت كفاية من أوائل من نزلوا إلى ميدان التحرير في ثورة يناير، ونزل الشباب إلى الميادين، وبدأت القوى السياسية في إعادة حساباتها، وحدثت اجتماعات بين رجال مبارك والإخوان لسرقة الثورة لكنهم لم يتمكنوا، وماتت حركة الخيانة الأولى في مهدها.

وأكد على حدوث توافق بين الإخوان والمجلس العسكري، مستشهدا بتواجد الإخوان بكثافة في لجنة التعديلات الدستورية، ثم الانتخابات الرئاسية التي وجد المصريون فيها أنفسهم أمام حائط صد، إما فلول مبارك متمثلين في "شفيق"، أو الإخوان متمثلين في "مرسي" الذي حصل بالفعل على كرسي الرئاسة، موضحا أن مرسي إنسان بسيط وليس لديه قدرات تنظيمية أو إدارية، مؤكدا أن عادة الإخوان أن تدفع بالشخصيات الضعيفة على كرسي الرئاسة حتى تتمكن من السيطرة عليه.

واختتم حديثه بأن الإخوان بذلك تمكنوا من سرقة ثورة المصريين واختطافها، مضيفا أن الشعب المصري أثبت أنه واع تماما ولم يترك الإخوان في سدة الحكم أكثر من عام واحد حتى ثار في 30 يونيو وتخلص من حكم الإخوان، وبدأت الجماعة في عمليات الإرهاب، موضحا أن الشعب سينتصر في النهاية على الإرهاب مهما دفع من ثمن.
الجريدة الرسمية