رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلام الإسرائيلي يكشر عن أنيابه بحملة تشويه ضد "السيسي".. محلل إسرائيلي يهذي: مصر 2014 تتقهقر إلى الخلف.. "ديبكا" يزعم: تراجع دور المؤسسات السياسية وصعود العسكر.. وسناريو عبدالناصر يعود من جديد

المشير عبدالفتاح
المشير عبدالفتاح السيسي

الحديث عن إمكانية ترشح المشير عبدالفتاح السيسى للرئاسة ومطالبات الشارع المتكررة له بالترشح زاد من القلق والرعب الإسرائيلي، حيث ترى تل أبيب أن شعبية المشير "السيسى" في الشارع تعيد سيناريو الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر".

وعلى الرغم من حرص إسرائيل على عدم إصدار مواقف رسمية عن الأوضاع في مصر، إلا أنها وجهت وسائل الإعلام الإسرائيلية لتلعب هذا الدور الذي يهدف في الأساس لنقل صورة مغايرة للواقع وتبني وجهة النظر الغربية في اعتبار ثورة 30 يونيو انقلابًا عسكريًا، وأن السيسى هو امتداد للحكم العسكري في مصر.

وفى إطار ما تروجه إسرائيل عبر حملة تهدف لتشويه صورة المشير "السيسى" وزعزعة استقرار أمن البلاد هو أن اتخاذ قرار ترشح السيسى سيكون له انعكاسات على الحكم المصرى "مثل عودة الحكم العسكري، وقمع جماعة الإخوان كما حدث في عهد عبدالناصر".

ووصف الإعلام الصهيونى ما يجري في الشارع المصري من حملات مثل "كمل جميلك" ومطالبات شعبية لترشح السيسى بأنها محاولات لإظهار أن الشعب هو الذي أجبره على تولى الرئاسة، في حين أن الترشح لمنصب الرئيس كان من أولوياته منذ البداية.

ويزعم المحلل الإسرائيلى للشئون العربية بصحيفة "هاآرتس" (تسيفى بارئيل) أن السيسى بعد توليه منصب رئيس الجمهورية سيتحكم في مسار الانتخابات البرلمانية ونتائجها، على الرغم من أن الدستور يولي رئيسًا بصلاحيات أقل ممن خلفوه سواء مبارك أو السادات.

ويدعي "بارئيل" أن الرئيس المؤقت "عدلى منصور" الذي تم تعيينه بواسطة "السيسى" هو من قام بمنحه لقب المشير حاليًا في إشارة إلى أن "منصور" يرد الجميل للسيسى.

وواصل المحلل الإسرائيلى ادعاءاته بأنه بعد ثلاث سنوات من الثورة، مصر تعود على ما يبدو إلى نقطة البداية، وجنرال آخر يتولى رئاسة البلاد ولكن هذه المرة برتبة مشير، وسيعمل بموجب دستور يحصن الجيش من النقد، معتبرًا أن المجلس العسكري قام بتجميل صورة المشير السيسى من أجل الترشح لمنصب الرئيس.

ومن بين الكتاب الإسرائيليين المشاركين في الحملة "بوعاز بسموت" الذي أفتى في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية بأن المشير "السيسى" بعد أن حصل على الضوء الأخضر لترشحه للرئاسة من أعضاء المجلس العسكري، تبقى الرئاسة مجرد إجراء شكلي، كما لو أن الشعب المصرى لم يطالبه بالترشح في إشارة إلى عدم نزاهة الانتخابات، مدعيًا أن نبرة "السيسى" حين قال سأترشح إذا طالبنى الشعب بذلك تذكرنا بأيام "عبدالناصر"، أما نتائج الاستفتاء فتذكرنا بأيام "مبارك".

وقال الدكتور منير محمود، مدير تحرير النسخة العبرية في قناة النيل الدولية، إن الإعلام الإسرائيلى لم ينتهج المصداقية الإعلامية في نقل الصورة الحقيقية لما يجرى في مصر، كما أنه لا يريد أن يصدق أنه قد جرت ثورة ويرفض أن يقول الحقيقة ويسير على خطى التوجهات الأمريكية وأجهزة الموساد الإسرائيلي.

وأضاف: إن إسرائيل تخشى السيسى، والقيادة خائفة من أن يستعيد فكرة القومية وظهور شبح "عبدالناصر" مرة أخرى، وأن يقوم بدوره على المستوى الإقليمى ويقف ضد واشنطن، مما يضيق الخناق على نفوذ أمريكا في المنطقة، فبالتالى سيعرض ذلك إسرائيل للخطر.

وتابع: إن ما تتبعه الحكومة والأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية هو الصمت إزاء الأوضاع في مصر، وهذا يعد حفاظًا على مصلحة تل أبيب، ولكنها توجه الإعلام ليقوم بدور مثل قناة "الجزيرة"، من منطلق أن المستوى الإعلامي يلعب تحت بند حرية الرأي، وذلك بتوجيه من الدولة ومن المخابرات.

وشدد على أن أمريكا حتى اللحظة لديها الأمل في تأثير الإخوان فى الشارع، أما إذا استقرت الأوضاع بمصر وسارت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل طبيعى، ستخضع واشنطن رغم أنفها لتغيير توجهها وتؤيد مصر، وستملي حكومة نتنياهو على الإعلام الإسرائيلى أن يوزن الأمور ويتحدث عن أن مصر بها ديمقراطية.

وأما الموقع الاستخباراتى الإسرائيلى "ديبكا" فزعم أن مصر 2014 تشهد تراجعًا في دور المؤسسات السياسية مقابل صعود قوة الجيش، أي أن الديمقراطية في مصر أو ما تبقى منها في حالة تقهقر.

وتابع: إن السيسى كان يقف أمام خيارين في الآونة الأخيرة، إما أن يتخذ قرار الرئاسة كما فعل ويقوم هو بتعيين وزير الدفاع ونخبة عسكرية تروق له، على الرغم مما ينص عليه الدستور الجديد، أو البقاء في منصبه كوزير للدفاع، ويقوم بتعيين رئيس ضعيف ومطيع له.

وأبرز: إن "السيسى" منذ البداية كانت ميوله واضحة وهى خوض انتخابات الرئاسة وتعيين وزير دفاع ونخبة عسكرية يكونوا مخلصين له، وبذلك سيتمكن من السيطرة في آن واحد على مراكز القوة في الدولة المصرية، أي الجيش والمؤسسة السياسية.

كما أكد الباحث والخبير في الشئون الإسرائيلية "عمرو زكريا" أن الغرب وإسرائيل يحاولوا تشويه صورة المشير السيسى وثورة 30 يونيو التي أفسدت عليهم مخططهم لتقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة، وأن وجود محمد مرسي في حكم مصر كان جزءًا من تنفيذ خطة بنقل الفلسطينيين إلى سيناء، حيث لم تكن لديه أي مشكلة في أن يعيش فلسطينيو غزة في بقعة من أرض مصر، وهذا أمر طرحه الساسة ومراكز الأبحاث الإسرائيلية ولقي قبولًا كبيرًا، فإسرائيل تريد أن تتخلص من هذا الصداع الذي يسمى القضية الفلسطينية ولو على حساب الغير.

وأضاف: إنه على الرغم من تمتع إسرائيل بالهدوء بعد وقف هجمات حماس على تل أبيب بفضل سيطرة المعزول على التنظيم في غزة، الذي يعتبر جزءًا من جماعة الإخوان، فإن الفترة الوجيزة التي حكمها مرسي نجح في جعل سيناء بؤرة من بؤر الإرهاب العالمي، بعد تحالفه مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، وإطلاقه سراح الإرهابيين من السجون المصرية. 

ففي المدى البعيد كانت تستعد هذه المجموعات الإرهابية بعد المؤامرات التي كانوا يحيكونها ضد الجيش المصري في توجيه إرهابهم صوب إسرائيل، فبالتالى إسرائيل مخطئة لو اعتبرت أن وجود الإخوان في الحكم يضمن لها الأمان.

وأردف: إن أجهزة الأمن الإسرائيلية قلقة من الالتفاف الشعبي الذي يحظى به المشير "السيسي"، وتقوم بدراسة كل الخطوات التي يقدم عليها، موضحًا أنه منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير 2011 زادت إسرائيل ميزانية الدفاع بشكل كبير، بل إنها أعادت إلى الخدمة بعض الوحدات الإسرائيلية التي كانت تعمل في الجنوب للتدرب على سيناريوهات الحرب مع مصر في المستقبل، وعلى الجيش المصري أن يكون مستعدًا لأي سيناريو مستقبلي من أي اتجاه سواء من الشرق أو الغرب أو الجنوب للدفاع عن الأراضي المصرية.

واختتم "زكريا": يجب على الإعلام المصري أن يخاطب العالم الغربي ولا يترك مصر فريسة للإعلام العميل، الذي له أجندات أجنبية خاصة، ويجب على المصريين الوقوف على قلب رجل واحد، لتوضيح المؤامرة التي تتعرض لها البلاد لشعوب العالم مستخدمين في ذلك كل الوسائل الممكنة.
الجريدة الرسمية