رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: القصة مش (قندوسي) وبس.. ده في الأهلي والزمالك وبيراميدز وباقي الأندية حكاوي يشيب لها الولدان!

زغلول صيام
زغلول صيام

ربما الكلمة التي خرجت من الجزائري أحمد القندوسي لاعب الأهلي والمعار إلى سيراميكا تحرك المياه الراكدة في مستنقع الكرة المصرية وتكشف تفاصيل أكثر عن واقع حزين تعيشه كرة القدم المصرية. واقع يؤكد وجود ملفات فساد لا يريد أحد أن يفتحها أو يقترب منها. لو أن لاعبا من ناد آخر غير النادي الأهلي أشار إلى ذلك ما تحرك أحد وما أخذ الموضوع أكثر من دقائق ثم سرعان ما يدخل الثلاجة!

 

الحقيقة التي يرفض أن يتصدى لها أحد وهي أن السماسرة ووكلاء اللاعبين أصبحوا يتحكمون ويسيطرون على كرة القدم المصرية. يسيطرون على السوق ويتحكمون في القرارات دون أن تأخذهم شفقة أو رحمة بالكرة المصرية.

 

جيوب انتفخت ومظاهر الثراء الفاحش ظهرت علاماتها على بعض ممن كانوا لا يملكون قوت يومهم وفساد أصبح يضرب في الجذور وضحايا كثيرون راحوا ضحية هؤلاء الذين يضربون بلا رحمة في كل اتجاه بلا وازع من ضمير.

 

في كل أندية مصر وبلا استثناء هناك وكلاء وشركاء يستفيدون من الصفقات ولذلك اقتصر السوق عليهم. ليس في الأهلي فحسب وإنما في أندية كثيرة إلا ما رحم ربي. شبكة عنكبوتية تحتاج إلى أجهزة مخابرات عالمية لكشفها وكشف المستفيدين من ورائها.

 

هو مين اللي رفع أعداد اللاعبين المحترفين الأجانب في الدوري المصري؟ ولمصلحة من؟ من رفع العدد هو اتحاد الكرة والمستفيد هم السماسرة وبعض أعوانهم من معدومي الضمير ولا عزاء للصالح العام.

 

ليست أندية وسماسرة فقط!

 

الأمر ليس قاصراً على سماسرة وإدارات أندية وهناك العديد من النماذج والصفقات التي لا تلمس الكرة. ليس في الأهلي فقط وإنما في الزمالك وبيراميدز ولو حصرنا أسماء ستكشف عن حجم فساد في تلك الأندية يندى له الجبين. الحكاية أن مكاسب مهولة خاصة وأن الكثير منها بالدولار - وما أدراك بالدولار.

 

شوف أسماء اللاعبين التي رفعت قضايا في الفيفا والأسماء وستكتشف المصيبة التي نحن بصددها. أعرف ناديا كان كل سنة يجيب صفقة أو صفقتين من أمريكا الشمالية هندوراس أو فنزويلا ولا نكتشف اللاعب إلا بعد رحيله! ملايين الدولارات تذهب سدى والفيفا لا يعرف التهريج وطبعا السماسرة ومن يعاونهم لا يرق قلبهم للمال العام.

 

هناك ناد عنده ماكينة فلوس لا تتوقف عن الضخ وكل عام أو كل فترة انتقالات يتعاقد مع عشر صفقات على الأقل وبأرقام خيالية ثم في نهاية الموسم يستغني عن اللاعبين حتى اسألوا لاعبا اسمه ياسر محمد.

 

نماذج كثيرة لابد من كشفها حتى نحافظ على المال النظيف في منظومة الكرة المصرية التي تلوثت بفعل حفنة ليس عندها ضمير.

 

حضرتك تعرف أن سوق المدربين في مصر يتحكم فيه السماسرة يعني عشان تشتغل يبقى ليس لك رأي في الصفقات. هو ده الشرط.

 

اعرف مدربين كثيرين فشلوا عشرات المرات ولكنهم موجودين ومستمرين لأنهم رهن إشارة السمسار الكبير وأعوانه من السماسرة. ما على المدرب الذي يحصل على راتب يفوق قدراته إلا أن يوافق على ما جلبه السمسار. وكده العملية اتعشت وكله استفاد!

 

أوعي تفتكر أن القندوسي قال حاجة مش موجودة ولربما يكون الأهلي أقل الأندية التي تنتشر فيه تلك الظاهرة لأن لديه سيستم قوي لا ينفذ منه سوى صفقة واحدة أو اثنتين من إياهم في الموسم.

 

طبعاً مثل هذه الموضوعات تحتاج إلى الإنتربول نفسه ليكشفها ويكشف المستفيدين من ورائها. عارف يعني إيه مكسبك من صفقة واحدة يتجاوز الـ5 ملايين جنيه يعني لو عملت عشر صفقات في فترة انتقالات يبقى اتعشت.

الجريدة الرسمية