رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب بريطاني يرصد المآسي السورية.. «كوكبيرن»: المعارضة سرقت «قدم صناعية» لجندي وأعطوه «عصا خشبية».. 7 رصاصات في ظهر عقيد.. والمصابون بمستشفى المزة خليط من السنة والدروز و

فيتو

لم تقف ضحايا الحرب الأهلية السورية فقط على المدنيين أو الخسائر في صفوف المعارض السورية، فالحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا ودمرت التراث السوري والأحياء التاريخية طالت أيضا جنود النظام الذين عانوا من أصابات وإعاقات تلزمهم بقية حياتهم، فضلًا عن خطفهم من قبل المعارضة المسلحة وطلب الفدية من أسرهم.


اهتم الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، بالأزمة السورية والتقى بالعديد من الجنود الجرحي في الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة 130 ألف شخص، ولكن مع استمرار القتال من المؤكد أن أعداد القتلى في تصاعد.

وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى لقاء باتريك بجنود الجيش النظامي في مستشفى المزة العسكري في دمشق، والكثير من الجنود حكوا قصصهم التي تظهر مدى تشبع سوريا بالعنف، والخطر ما زال قائما للمصابين، وما زال الخطر مستمر بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية والكراهية والخوف الذي تخلل الحياة السورية ودمر عنصر الثقة الضروري للتوصل إلى تحقيق تسوية أو مصالحة.

ونقل باتريك عن محمد دياب البالغ من العمر 21 عامًا الذي أصيب برصاص القناصة في مدينة حلب في العام الماضي، وهو جندي في الجيش السوري، تحطمت ساقه اليسري ووضعت له جبيرة معدنية في أسفل ساقه، منذ خمسة أشهر ونقل في مركبة مدرعة إلى مستشفى حلب قبل أن يعود لقريته في إدلب ولدى عودته احتجزته المعارضة المسلحة وأخذوا الجبيرة المعدنية من ساقه، وأعطوا له قطعة خشب، واحتجزوه إلى أن دفعت أسرته 150 ألف ليرة مقابل الإفراج عنه، وأثناء احتجازه أصيب بالتهاب في ساقه، وتم نقله للمستشفى مرة أخرى.

وقال المدير العام لمستشفى المزة، غسان حداد الذي قضى سنوات في تدريب مستشفى تشارينج باصليب في عام 1980 "الحرب السورية هي الحرب العالمية الثالثة".
وأضاف غسان أن مستشفى المزة أفضل مستشفى سوري لعلاج المصابين، حيث يتوافر الأطباء والأدوية، والمرضى في أكثر المناطق أمنًا في دمشق، ويتلقون أفضل علاج مما يتلقاه أي مصاب آخر في الأزمة السورية.
ولفت غسان إلى انخفاض عدد المصابين الذين يتم نقلهم للمستشفى وتراجع العدد في الشهرين أو الثلاثة الماضيين، ولكن في ذروة القتال بالعام الماضي نقل للمستشفى 300 مصاب، وكانت إصابتهم معظمها طفيفة.

ووصف الجندي على إبراهيم كيف تحطمت قدمه اليسري جراء انفجار، وهو يحارب مع سبعة جنود من أجل السيطرة على مبنى إحدى الضواحي بدمشق، وعندما وصلوا لسطح المبنى كانت هناك قنبلة وحاولوا نزع الفتيل، ولكنها انفجرت وقتل واحد من الجنود وأصيب الآخرون.

ويشير باتريك إلى أن المستشفى تستقبل جميع الجرحى في دمشق، والمصابون خليط من السنة والدروز والعلويين بالمستشفى على الرغم من أنه لم يسأل أيا من الجنود المصابين عن انتماءاتهم الدينية، ولكن من أسمائهم استطاع أن يعرف هويتهم الدينية.

والتقى باتريك بالعقيد محسن، رجل في منتصف العمر بشوارب بنية، مصاب في ساقه، وحكى له كيف تم إطلاق النار عليه وبعد ثلاثة سنوات تقاعد في 1 مارس لعام 2012، فعندما كان يسير بسيارته أحاط به المتمردون، وأطلقوا النار عليه سبع مرات، أربعه في ساقيه ومرتين في ظهره وواحدة في يده.
ويختتم باتريك مشيرا إلى تزايد أعداد القتلى في الصراع السوري، والحصول على أكبر دعاية، ولكن تبقى الإصابات والإعاقات في مدى حياة المصابين خلال عقود حياتهم.
الجريدة الرسمية