النجار: "مكافحة الفقر" أهم وسائل نمو الأنظمة الاقتصادية
أكد الدكتور أحمد السيد النجار، الخبير الاقتصادى ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أن مكافحة الفقر هو الخطوة الأولى لنمو وازدهار أي نظام اقتصادى، مشيرا إلى أن وجود مجموعة كبيرة من الفقراء في مقابل عدد محدود من فاحشى الثراء في مجتمع واحد يؤدى إلى ركود هذا المجتمع اقتصاديا، إلى جانب حدوث ضعف في الهوية التي تجمع الأمة الواحدة، وظهور الهويات المتعددة.
وأشار، في الندوة التي أقيمت اليوم الثلاثاء، بالمعرض الدولى للكتاب في دورته الـ 45، أن نظام الضرائب في مصر يخلق الفقر، موضحا أن نظام الضرائب يقوم على إعفاء الفقراء منها، وفرضها على الأغنياء وزيادة قيمتها كلما زادت درجة الثراء، قائلا: إن هذا ما لا يتم تطبيقه في مصر مما يتسبب في زيادة الفقر وانتشار حالة الاحتقان عند الفقراء من أبناء المجتمع.
وأضاف أن نظام الدعم السلعى في مصر مشوه هو الآخر، مشيرا إلى أن هناك دعما يقدم للأغنياء رغم عدم استحقاقهم له، ولا يستفيد منه الفقراء، ضاربا المثل بدعم الخبز والطاقة الذي يحصل عليه من لا يستحقه على الإطلاق ويبيعونه للفقراء بأسعار مرتفعة.
وطالب الحكومة باحترام مبادئ العدالة الاجتماعية، مستنكرا نظام التحويلات بالضمان الاجتماعى، الذي يصل متوسط دخل الفرد فيها شهريا إلى 33 جنيها، مشيرا إلى أن هذا الرقم ليس له أي علاقة بمتطلبات الحياة اليومية الأساسية، وأنه يجب على الحكومة أن تزيد هذه المعاشات.
واختتم النجار حديثه بأن الدول إذا أرادت أن تحل مشاكلها الاقتصادية فعليها أن تعترف بمشاكلها الاقتصادية، مقترحا مجموعة من الحلول لحل أزمة مصر الاقتصادية منها، مضاعفة استثمار الدولة من 3% إلى 6%، بناء حضانة قوية للمشروعات الصغيرة، بناءً على إمكانيات كل محافظة لعدم تحمل نفقات التنقلات، إصلاح نظام الدعم والتحويلات، توصيف مهنى ووظيفى لكل من يقوم بنفس الوظيفة في كل مؤسسات الدولة ليتلقوا نفس الراتب، إصلاح نظام الضرائب.
جاء ذلك في ندوة "الهوية والفقر" التي أقيمت في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ 45، في إطار ندوات "الثقافة والهوية" التي يقيمها المعرض، وحضر الندوة الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وعدد من المثقفين ورواد معرض الكتاب.