رئيس التحرير
عصام كامل

"حمدين" غير مستعد لغلق فمه أمام الرئيس


توجه إصبع طويلة إلى حمدين صباحى بوصفه من يقف وراء مجموعات البلاك بلوك فى محاولة للنيل منه، خاصة أنه الشخصية الشعبية التى تقود المعارضة، كما أنه معبود المتظاهرين، وهو المرشح الذى حقق نتائج لافتة فى سباق الرئاسة، إضافة إلى أنه غير مستعد لإغلاق فمه أمام الرئيس.


وقد حاول الإسلاميون إسقاط شريكيه الآخرين الفائز بجائزة نوبل محمد البرادعى والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فى شرك إسرائيلى، حيث تحول البرادعى، بعد تصريحه بشأن موقف الإسلاميين المنكر لمحارق الهولوكوست، هدفا للشتائم من قبل الإسلاميين، وتلقى موسى الضرب على رأسه بسبب لقاء لم يتم مع تسيبى ليفنى نقلت إليه فيه توصيات تبين كيف ينحى الرئيس المصرى.

نشأت الـ 'بلاك بلوك' بصورتها المصرية فى الشوارع قبل عشرة أيام فى الذكرى السنوية الثانية للثورة لتكون بمثابة القوة الخفية التى تفصل الآن بين الشباب الغاضبين وبين الإسلاميين وقوات الأمن.

وغمرت 'البلاك بلوك' الميادين دفعة واحدة متبعين قواعد صارمة بأنه لا ينبغى الكشف عن أحد منهم، وألا يفخروا أمام عدسات التصوير وألا يتركوا بصمات أصابع تبين من أرسلهم ومن يدفع إليهم إذا كان يوجد أصلا من هو مستعد للإنفاق على الانتفاضة الجديدة.

وصاغ أحدهم ويدعا جعفر، شعار "إما ثورة حقيقية وإما انتقام"، ودعا كل من يبحث عن أشياء جديدة إلى تصفح الشبكات الاجتماعية، وفى كل يوم يمر يصبح اللغز أكثر جذبا.

البعض يقول: إن كثيرين منهم من أبناء الطائفة القبطية، ويقولون إنهم الذراع العسكرية من "شباب الثورة"، ويشتبهون فى أن الفلول، وهم بقايا نظام مبارك، هم العقل والممول وراء جماعات الـ "بلاك بلوك"، وقد نجحت الأجهزة الأمنية بحسب شهادات الإسلاميين فى صيد 17 فوضويا مقنعاً.

وتقسم الـ"بلاك بلوك" بواسطة تغريدات تويتر أنها ليست لها أجندة سياسية ولا تنتمى لحزب ما، وأعضاؤها يعدون المتظاهرين بأنهم نزلوا الميادين لحمايتهم وليضمنوا لهم ألا يطلق الجيش النار وألا يستغل الإسلاميون الفرص فى زحام الميادين.

إن هذا المشهد فى مصر يبدو وكأنه بقعة عضلية قاتمة اللون مع وجوه مقنعة فى بحر من البشر، وهو مشهد شاذ غريب فى انتفاضة شعبية لا نرى لها نهاية.

نقلاً عن يديعوت أحرونوت.
الجريدة الرسمية
عاجل