رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير تحولت إلى مظاهرة تأييد لـ«السيسي».. باسم يوسف ينفي تدخل «الفريق» لوقف «البرنامج».. كاتب إسرائيلي: المصريون فضلوا الجيش على

احتفالات بالذكرى
احتفالات بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير - صورة أرشيفية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأحد بالعديد من قضايا الشرق الأوسط التي كان من أبرزها أصداء الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.


وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن الذكرى الثالثة لثورة يناير في مصر تحولت لمسيرة ومظاهرة لتأييد وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لانتخابات الرئاسة.

وأشارت الصحيفة إلى الجو الاحتفالي بميدان التحرير وتحليق مروحيات الجيش على ارتفاع منخفض، وسط القاهرة، واندلاع أعمال عنف وشغب في مختلف أنحاء البلاد. معقبة: كان من المفترض ألا يكون المصريون في حرب مع بعضهم البعض بعد ثلاث سنوات من الثورة.

ونوهت الصحيفة، إلى نمو تمرد المتشددين ومطاردة المسلحين المتطرفين الغاضبين من الإطاحة بمحمد مرسي، والتفجيرات التي حدثت في عشية الذكرى الثالثة للثورة وانفجار سيارة ملغومة خارج مقر مديرية أمن القاهرة.

وأضافت أن الاحتفال السنوي الثالث لذكرى ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، دعا الكثير لترشيح السيسي للرئاسة هاتفين: " نحن نريد السيسي".

ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية، أن الاضطرابات وأعمال العنف المنتشرة في الشارع المصري لم تؤثر على شعبية الفريق " السيسي" واسعة النطاق بين المصريين.

وأشارت رويترز إلى مقتل 29 شخصا وإصابة آخرين أمس السبت خلال مسيرات مناهضة للحكومة وهو ما يثبت الانشقاقات السياسية والاضطرابات التي يشهدها الشارع المصري بعد مرور ثلاث سنوات على تنحي الرئيس الأسبق مبارك.

وأوضحت رويترز أنه وسط محاولات الشرطة للسيطرة على شوارع القاهرة المشحونة سياسيا، انفجرت سيارة مفخخة بالقرب من إحدى معسكرات الأمن المركزي بالسويس والذي أعقبه تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن والمعتدين واصفة الوضع المصري بحالة من الفوضى.

ونوهت الوكالة إلى تجمع حشد كبير من المصريين في ميدان التحرير أمس السبت للاحتفال بذكرى ثورة يناير 2011 رافعين صور الفريق السيسي ومطالبين إياه بالترشح للرئاسة بينما جرى تفريق المظاهرات المطالبة بتحقيق مطالب ثورة يناير والتي انتشرت خارج ميدان التحرير.

من جانبه نفى الإعلامي الساخر باسم يوسف، تلقي قناة "سي بي سي"، تعليمات من الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع لوقف عرض البرنامج، مضيفا أنه لا يرى هناك ضرورة لأن يصدر السيسي تعليمات مباشرة، موضحا أن الأجواء التي تسود البلاد منذ الإطاحة بمرسي تجعل معارضة الفكر والمواقف السائدة مكروهة ومستنكرة، وينصب البعض من أنفسهم مدافعين على النظام دون طلب مباشر منه.

ونشرت صحيفة الأوبزرفر، تقريرا عن باسم يوسف بعنوان "نجم السخرية السياسية يتحسر على موت الثورة"؛ يستعرض التقرير بدايات جراح القلب في السخرية السياسية على قناة يوتيوب عقب اندلاع الثورة المصرية، والتي جذبت ملايين المشاهدات، لتتطور فيما بعد إلى برنامج تليفزيوني حظي بشعبية واسعة.

اختص يوسف بالسخرية من نظام الإخوان، لكن حين أزيح النظام وعزل الرئيس محمد مرسي الذي كان هدفًا لسخرية البرنامج، وبدأ البعض يترقبون ما إذا كان سيستهدف النظام الجديد بنفس السخرية أوقف البرنامج.

ويعبر باسم يوسف عن خيبة أمله من أن برنامجه لم يحظر في عهد حكم الإخوان الذين أطيح بهم على خلفية غياب الديمقراطية، ثم يحظر في عهد النظام الذي من المفروض أنه جاء لحماية المجتمع المصري من "الفاشية الدينية".

ويرى أن من ثاروا على الديكتاتورية تنفسوا الصعداء بعد الإطاحة بالإخوان وعمدوا إلى الاسترخاء راضين عما أنجزوه، ومقتنعين بضرورة عمل كل ما هو كفيل بالحيلولة دون عودة الإخوان، حتى لو كان هذا يتطلب إغلاق محطات تليفزيونية ومنع برامج ومصادرة حريات.

أكد الكاتب الإسرائيلي "بوعاز بسموت" أن المصريين يأملون حاليًا أن ينجح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع في وضع حد لهذا الوضع الخطير الذي تواجهه مصر، مع اقتصاد ينهار، وتراجع الاستثمارات والسياحة، وذلك بعد أن سرقت ثورة التحرير من الشعب المصري مرتين.

وذكر أن العالم كله احتفل مع مصر قبل ثلاث سنوات وكان ولعًا بالنموذج المصري، حتى وسائل الإعلام العالمية اندهشت من التغيير السريع في بلد عربي يضم 85 مليون نسمة، موضحًا أنه كانت هناك أسباب كثيرة للقلق، ولكن العالم فضل الاحتفال.

وأضاف أن المصريين أنفسهم فكروا في مستقبلًا ورديًا، وحياة تنعم بالرفاهية والديموقراطية إلا أن الواقع بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق "حسني مبارك " هي أن المستقبل الوردي تحطم وحل بدلا منه فوضى سيطرت على أرض النيل.

وتابع في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن الديموقراطية التي حلم بها المصريون تحولت إلى حكم ملتح تمثل في صورة المعزول "محمد مرسي" الذي لم ينجح في تولى الحكم أكثر من عام

ورأى الكاتب الإسرائيلي أن المصريين المشوشين - على حد وصفه – أدركوا أن الازدهار لن يأتى عن طريق طبقة الليبراليين الضعفاء الذين يفتقدون الكثير، ولا من أبطال الثورة، وبالتأكيد ليس من جماعة الإخوان، وبالتالى عادوا للبديل القديم والأفضل وهو الجيش.

ومضى الكاتب قائلًا، من يصدق أن ميدان التحرير الذي نادى بعزل المشير "حسين طنطاوي" يعود ليطالب حاليًا الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية.

وأردف أن مصر لم تكن تتخيل السيناريو المتشح بالسواد، وهو أنه في اليوم الذي تحتفل فيه بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير تتعرض لسلسلة من الهجمات من قبل المتطرفين، وأعمال شغب دامية في جميع أنحاء البلاد.

واعتبر الكاتب الإسرائيلي أن أول انتخابات حرة في مصر (برلمانية ورئاسية)، والتي فاز فيها الإخوان والسلفيون بأغلبية كبيرة أعادت مصر للقرن السابع وليس عصر التنوير، لذا فالمصريين لا يحلمون اليوم بالديمقراطية، ولكن بالاستقرار.

قال الكاتب الإيطالي ماتيو كولومبو، إن الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر قد تدفع الكثير من أبنائها إلى المطالبة بترشح وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لرئاسة الجمهورية، باعتبار أنه الرجل القوي القادر على إنقاذ البلاد.

واعتبر الكاتب، في مقال بصحيفة "بانوراما" الإيطالية، أن الليبراليين في مصر بدءوا يثقون في الجيش، ويعتقدون أنه تغير بعد ثلاث سنوات من الثورة؛ "كما أنهم تخلوا عن تحفظاتهم حيال المؤسسة العسكرية، خاصة بعدم انعدام الخيارات أمامهم". منوها أن غالبية الشعب باتت ترى في التظاهرات تهديدا للاستقرار.

ويضيف الكاتب: بعد احتجاجات القوى الليبرالية ضد مبارك في عام 2011 وضد الجيش في عام 2012، أصبح الليبراليون أضعف كتلة في المجتمع المصري، لأنهم فقدوا القدرة على التغيير.. والسبب هو أن هذه القوى لم تتمكن من الحصول على دعم واسع النطاق من الناس، لأنها تبنت خطابات معقدة مثل تقسيم الصلاحيات أو الحقوق الشخصية.

ورأى الكاتب أن جماعة الإخوان لن تشارك في الانتخابات المقبلة، "فما حدث في الأشهر الأخيرة أظهر مدى تدني شعبيتها، وبدا لدى الشعب أنها مهتمة فقط بالحفاظ على قوتها وتمكين ذويها.
الجريدة الرسمية