رئيس التحرير
عصام كامل

ملعون أبو الكرسى


قلبى يعتصر ألماً لما يحدث على أرض مصر المحروسة لم أكن يوماً أتخيل أن مصرياً يقتل مصرياً آخر بلا هدف ولم يخطر ببالى أن إراقة الدماء أصبحت هدفاً للكثيرين وكلما حاولت الابتعاد عن المشهد العبثى الذى تشهده البلاد لم يطاوعنى قلبى العاشق لتراب مصر وعقلى المشغول خوفاً على أبنائها أجد نفسى وسط الأحداث المتعاقبة صامتاً حزيناً وإن شئت قل عاجزاً ومستغرباً لصمت الكبار الذين يضحون بدماء الشباب سواء من أجل الوصول إلى الكرسى أو الحفاظ عليه وتحدثنى نفسى قائلة : "ملعون أبو الكرسي" الذى يعوم على بحر من الدماء وبعد ذلك كيف يجلس الجالس ويرتاح ضميرة ودائما تراودنى مقولة شهيرة ما أسهل الجلوس فى مقاعد المعارضة وما جعلنى أتذكرها مواقف الرئيس مرسى قبل توليه سدة الحكم وقريباً ليس بالبعيد عندما كانت كلماته الدعائية تتصدر تترات البرامج التليفزيونية بأن مصر كان يحكمها رئيس عصابة ومن تحته بقية التشكيل وهناك 200 ألف فدان جاهزون للزراعة من "الصبح " على حد قوله آنذاك بالإضافة لتطبيق الحدين الأدنى والأقصى للأجور ومازالت كلماته تتردد فى أذنى لدينا 17 مليوناً يعملون فى القطاع الخاص و6 ملايين بالقطاع الحكومى وهذا ما يجعلنى أتساءل أين ما وعدت به يا سيادة الرئيس ؟ فإذا كان الشعب المصرى ينسى من كثرة الهموم فهناك الشرائط والتسجيلات وهنا تحضرنى كلمات أغنية شعبية ظريفة تقول:"فين وعودك فين ؟ فين كلامك فين؟ بجد فين سيادة الرئيس؟ بعدما قلت بابى مفتوح للجميع وسأمشى وسط الشارع دون حراسات هل هذه دعايات؟ ومن يحقن دماء المصريين ومصر رايحة على فين ؟ بصراحة تعبت من الأسئلة مين هيجاوب؟ أليس منكم رجل رشيد أليس هناك من يستطيع حقن دماء المصريين؟ أقولها بصراحة بعدما ضاعت هيبة الدولة مع الرئيس مرسى وبات كل شيء مباحاً لم نكن نرى استهانة بمنصب رئيس الجمهورية إلى هذا الحد وأسوار الاتحادية شاهدة على كلامى لقد كان لعسكرى الدرك قيمته أما الآن فوزير الداخلية أصبح متاحاً للجميع وكذلك رئيس الجمهورية من حق الجميع التطاول عليه هل هذه أخلاق الثورة ومكتسباتها؟ حقا نحن نبهر العالم فى كل شيء ؟ يبدوا أننا نعيش كذبة كبيرة والغريب أننا نصدق أنفسنا ونكذب الآخرين حفظ الله مصر حكومة وشعباً والسؤال الآن للواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لماذا تضحى بأبنائك الضباط بهذه الطريقة ولصالح من تجردهم من أسلحتهم حتى الشخصية؟ هل جئت للقضاء على جهاز الشرطة أم جئت للقضاء على البلطجة والتخريب؟ وهناك مثل يقول الغربال الجديد له شدة وأنت سيادة الوزير لم تترك بصمة واحدة بل تحاول إرضاء الجميع ولذلك ستفشل لأن الحكم العدل هو الذى يغضب نصف الناس وأقولها لك صراحة لاتحاول إرضاء الناس بل ارضِ رب الناس وهو سبحانه كفيل بإرضاء الناس عنك .. فعفواً أنت لاتصلح وزيراً للداخلية وملعون أبو الكرسي.


الجريدة الرسمية