رئيس التحرير
عصام كامل

تراث مصر في مرمى تفجيرات "الإرهابية".. والمثقفون يستنكرون.. عبد الرحمن: الهجوم يؤكد مخططهم لهدم الدولة.. سكينة فؤاد: لا يدركون قيمة الإنسان فكيف يدركون التراث؟.. فؤاد: نواجه حربا ضد الحضارة

انفجار مديرية أمن
انفجار مديرية أمن القاهرة

التفجيرات التي طالت متحف الفن الإسلامي ودار الوثائق القومية صباح اليوم، والأضرار التي لحقت بالمسرح القومي بالدقهلية مع تفجير مديرية أمن الدقهلية ليست من قبيل الصدفة لكنها مدروسة بعناية من قبل العناصر الإرهابية التي تسعى جاهدة للقضاء على تراث مصر الممتد لـ 7 آلاف عام وتضعه في مرمى نيرانها وإرهابها.


ولم تعد المسئولية قاصرة على الداخلية والأمن في التصدي للإرهاب بل يضع على عاتق كل المصريين خاصة المثقفين والمتخصصين المسئولية عن الحفاظ على التراث والحضارة،.

ومن جانبه أدان الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، حوادث التفجيرات الإرهابية التي حدثت صباح اليوم في مديرية أمن القاهرة وطالت أجزاء من المتحف الإسلامي ودار الكتب القديمة، مشيرا إلى أن ما حدث عمل إرهابي، ودليل على رغبة الجماعة ومن يلوذ بها من جماعات أخرى في هدم الدولة المصرية.

ودعا عبد الرحمن للاحتشاد غدا في الميادين والشوارع للاحتفال بالعيد الثالث لثورة يناير، وتفويت الفرص على الإرهابيين لإثارة الذعر بين المصريين، مضيفا أن وزارة الداخلية والدولة المصرية يجب أن تكونا أكثر مهنية وقدرة على مواجهة الإرهاب والعمليات التفجيرية التي يقومون بها.

وأضاف أن المقصود دائما من تلك العمليات هو وزارة الداخلية ورجالها، لكن الأمر يطول الكثير من الأرواح، ولا تقتصر خسارتنا على الأرواح فقط بل تمتد لتشمل تراثنا التاريخي والحضاري والثقافي، مشيرا إلى أن تراثنا الأثري النادر الذي تحويه أماكن مثل المتحف الإسلامي، ودار الكتب القديمة نالته تلك الأيدي أيضا  .

وقال إن حدوث التفجيرات في وقت إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 45 قد يؤثر على إقبال الجمهور على المعرض، وعلى تواجد المواطنين عامة في الشارع غدا، موضحا أنه يجب على الشعب التكاتف والتواجد في الشارع لإبطال مخطط الجماعة.

وأعربت الكاتبة سكينة فؤاد عن أسفها لما طال المتحف الإسلامي ومبنى دار الوثائق القومية من ضرر نتيجة التفجيرات التي وقعت في مديرية أمن القاهرة صباح اليوم، موضحة أن الإرهاب الأسود الخسيس الذي يهدر دماء البشر لا يدرك قيمة التراث ولا التاريخ، ولا يمكن أن نسأله عن تراث البشرية.

وأضافت في تصريح لها أن ما يفعله الإرهابيون من أحداث تفجير وعنف في الشارع يكشف يوما بعد يوم عن مدى دناءة أهدافهم، كما يكشف عن صلابة الشعب، مشيرة إلى أن إجراء الاستفتاء على الدستور وإقبال المصريين عليه رغم كل تهديدات الإرهابية وقالت ": فليمضوا في مخططهم لأنهم يكشفون كل يوم عن هويتهم الإرهابية، ويثبتون صلابة الشعب ".

وشددت فؤاد على ضرورة إرسال صور تفجيرات المتحف الإسلامي ودار الوثائق إلى العالم أجمع، وخاصة إلى الدول الداعمة للإخوان والتي استنكرت إعلانهم كجماعة إرهابية ونسألهم عن رأيهم فيما يحدث للبشر والتراث في مصر، موضحة أن الأعمال الإرهابية ينتج عنها قتل بشر وشهداء لا يمكننا إعادة الأرواح إليهم، وكذلك حرق تراث إنساني وتاريخي عالمي لا يمكننا إعادته.

و أكد الشاعر زين العابدين فؤاد أن تفجير متحف الفن الإسلامي وتدمير مقتنياته، ما هو إلا مؤشر يدل على عداء الإرهاب للحضارة واستهدافه للتراث والتاريخ والكتاب، موضحا أن كل تلك الأفعال وإن لم تكن مقصودة إلا أنها تعد هجوما على الحضارة.

وأوضح أن هناك تقصيرا كبيرا من جهات الأمن ووزارة الداخلية، مشيرا إلى أن تلك الهجمات الإرهابية متوقعة وليست بعيدة عن الأذهان وأن من لم يستعد لها لابد أنه يعيش في عالم آخر، مستنكرا عدم استعداد الجهات المختصة لهذه العمليات الإرهابية كما يجب.

وطالب فؤاد بإطلاق سراح كل من أحمد دومة وأحمد ماهر وعلاء عبد الفتاح، حتى تكون المعركة الحقيقية ضد الإرهاب وليست معركة لتثبيت أركان الدولة والنظام، موضحا أن هؤلاء الشباب صدرت ضدهم أحكام بالسجن ثلاث سنوات، في حين أن الإرهابيين مطلق سراحهم يفعلون بنا ما يحلو لهم، مشددا على ضرورة توحيد جهودنا جميعا لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه.


الجريدة الرسمية