تفجير مديرية أمن القاهرة بـ«المسبحة»
قبل ساعات سقط 4 شهداء وأصيب 76 في حادث تفجير جديد استهدف مديرية أمن القاهرة، بالتوازي مع تفجير عبوة ناسفة بالدقي أصابت عددًا من رجال الشرطة، وقبلهما بيوم واحد كان استشهاد 5 أمناء شرطة وإصابة رقيبين خلال استهداف كمين للشرطة ببني سويف.
في ذات الأثناء كانت الجماعة تسعى إلى اعتذار "ممول بالدم" وتقرر النزول إلى الميادين في مسيرات يقدم خلالها قناصة التنظيم الإرهابي مزيدًا من القتلى بين المصريين، مرورًا بميادين الثورة للاختلاط بفرق وحركات سياسية لا مانع لديها في عدم تقدير الموقف المصري والظرف الوطني والدعوة إلى مظاهرات لإسقاط النظام وإعادة مصر إلى ما قبل الخطوة الأولى لاستقرارها.
وبنفس المنهج والطريقة تذوب ميليشيات الجماعة مع أرباب السوابق وتجار السلاح ومروجي المخدرات في شوارع مصر وحاراتها، تمنحهم الأمان في تحركاتهم وتجارتهم للقضاء على المصريين، مقابل تصدرهم مشاهد المواجهة مع الأمن والمواطنين عقب كل صلاة يوم جمعة، أو ربما قبلها كما حدث اليوم، لتتحول عقوبة الإرهابيين للمصريين إلى منهج ثابت لدى تكتلات الإجرام التي يجمع المال شمل مصالحها.
ويبدو أن خطباء الإرهاب المطرودين من جنة منابر الزوايا والمساجد وصناديق نذورها لم يعجزوا في التأثير على مريدي بيوت الله، فبدت تأثيراتهم خارج صحونها متزامنة مع تأثيرات المخدرات وشهوة امتلاك السلاح وحمله والاستجابة الفورية للمال المدفوع لغير القادرين والمستضعفين، ومعه التحالف الأكثر شرًا بين مسبحة الجماعة التي لا تحصى اسم الله بقدر ما تحصي أعداد ضحايا تفجيراتها، وأرباب الفكر الهمجي الفوضوي المرابطين خلف ميكروفونات الدعوة إلى النزول تحت عباءة الإرهاب بدعوة رفضهم إقصاء حق التظاهر أو التجمهر تحديًا لمادة خلافية في دستور هنا أو تشريع هناك.
وحينما تبادر حركة بين هذه وتلك بإعلان إدانتها تفجير مديرية أمن القاهرة وتحميلها رجال الأمن المسئولية عن الحادث، فعليك أن تراجع مواقفها تمامًا من الجماعة وتبحث عن التحالف المادي بين طرفين أرادا فرض وصاية بعينها على شباب مصر وفقرائها، وصاية مدفوعة الأجر أكدها مشهد احتفالاتها مع أرباب الجماعة بوصول مرسي إلى السلطة وإعلان حرق مصر حال عدم تسميته رئيسًا للجمهورية، قبل وقت غير قليل من إعلان نتيجة الانتخابات المشبوهة.
عن قصد أصبحنا أمام قوى إرهاب تريد السلطة بالدم والنار والبارود وتفرط في التضحية بالمال والسلاح والمخدرات لأجل إشباع مريديها الجدد ذوي المواصفات المختلفة عن طبيعة "الإرهابي" العالقة في أذهاننا المضحوك عليه باسم الدين وفقط والمضلل في بيئة محرومة أو مغلقة على أرباب التطرف، وربما عولمة الإرهاب وحدها من جمعت ليبراليين واشتراكيين وناصريين وعلمانيين مزيفين، مع البلطجية وأصحاب السوابق وتجار المخدرات والسلاح، والمتطرفين دينيا ودعاة الدم، على هدف واحد ومنفعة واحدة، مع بقاء كل منهم على منبره، هذا داخل أو خارج المسجد حاملًا المسبحة، وذاك في الميدان داعيًا للثأر لحساب الإخوان المعزولين من السلطة، وآخرون داخل بعض المؤسسات التي أصبحت تمويلاتها مرهونة بتوجيه برامجها وجهودها للدفاع عن محدثي الفوضى والمتهمين بالإرهاب والمعترفين به، وبينهم الهاربون إلى الخارج للترويج للمصلحة وتجميل جرائم الجماعة في منتديات عالمية وعلى قنوات البغاء السياسي، ودول الخراب الشرق أوسطي وأنظمتها.
فقط إذا أدرك المصريون حقيقة هذا التحالف الذي يجمع شياطين الأرض وجنودهم ومرتزقة الموت بالوكالة، ستكون فئاته يدًا واحدة، وإذا أدركت حكومة خطورة غياب استحقاقات المواطنين وتجميدها دون مبرر أو مسوغ وطني أو ثوري، سيكون ردها مختلفًا على جرائم الإرهاب التي لا نثق في توقفها قريبًا.. وإن كنا نأمل.