رئيس التحرير
عصام كامل

المراجعة المطلوبة مع الاحتفال بالثورة!


لمصر تاريخ مشهود في الثورات والانتفاضات ضد الظلم والاستبداد، فعلها عرابي ورجاله وسعد زغلول ورفاقه ومصطفى كامل وأعوانه، وجاء من بعدهم رجال بالجيش فجروا ثورة يوليو ١٩٥٢ وأطاحوا بالاستعمار والإقطاع والفوارق الطبقية لكنهم أبقوا على الاستبداد وحكم الفرد وتلك آفتهم.. وذهب نظام يوليو جاء السادات ومن بعده مبارك.


وذهب الرؤساء ومنهم من مات وبقي الشعب وعاشت بذرة الثورة في وجدانه حتى أثمرت ثورة يناير ٢٠١١.. ثم ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وأثبتت كل من الثورتين أن المصريين دائما ما يصنعون التاريخ بإبداع وعبقرية وقدرة خلاقة.

ويبدو طبيعيًا أن الثورات تتلوها اضطرابات واهتزازات ومراحل انتقالية صعبة وأيضا خيانات ومؤامرات ودسائس وفتن وخصوصا في بلد كمصر لمكانتها وموقعها وأهميتها المحورية في المنطقة.

والثورة لا تعني الهدم فقط.. بل تقوم لتبني وتقيم العدالة والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والرشد السياسي والتحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة واستقلال القضاء وسيادة القانون وقبل هذا وذاك تحقيق الأمن والاستقرار والطمأنينة ودوران عجلة الإنتاج وتوفير فرص العمل للعاطلين.. والقضاء على الفقر والمرض والتخلف!

باختصار فإن تحسين أحوال المواطنين والحفاظ على كرامتهم وحرياتهم.. يجب أن يكون أحد أهم ثمار الثورة.. لكن السؤال هل تحققت تلك الأهداف مجتمعة أو متفرقة بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع ثورة يناير؟!

الإجابة.. طبعا.. لا.. فحياة المواطنين زادت سوءا.. فمازلنا نتكلم.. ونختلف أكثر مما نعمل وننتج.. الانفلات في كل شىء مازال هو العنوان الأبرز لمرحلة ما بعد الثورة.. ميليشيات جماعة الإخوان الإرهابية ونشر الفوضي والتخريب.. ومؤامرات في الداخل والخارج مازالت تحاك ضد مصر.

ألا يتطلب ما يحدث وهو كبير وخطير أن نسارع جميعا حكومة ومعارضة وكل قوي المجتمع المدني والثوار لتدارك الأخطار وأن نتصدي للمخاطر.. وأن ندير حوارا حقيقيا مع كل فئات هذا الوطن «فيما عدا الجماعة الإرهابية الخائنة» حول القضايا الخلافية وإيجاد حلول للمشاكل لتحقيق الأعباء عن الطبقات وتحسين الخدمات وتخفيف الأعباء عن الطبقات الفقيرة والمهمشة التي يسحقها الفقر والغلاء الفاحش.

أليس ذلك أهم من ترديد أكاذيب الإخوان وأنصارهم التي يصدرونها ويريدون منها لمصر شرا وانقساما مثل أن الاستفتاء شهد عزوفا وعدم مشاركة الشباب.. ونغمة عودة الوجوه القديمة لنظام مبارك.. ومنها.. ومنها.. والهدف تشويه المشهد بأكاذيب وكلام فارغ وإلهاء الشعب.

أرجوكم يا شباب مصر الناضج الواعي انتبهوا إلى مثل تلك الشائعات والمؤامرات.. وانظروا إلى المستقبل لبناء مصر.. فكفي هدما وجدلا استمر لمدة ٣ سنوات راجعوا مواقفكم كفاية.. الناس عاوزه استقرار وفرص توظيف وحياة كريمة وآمنة وهذا لا يعني التغاضي عن الكرامة والحراية والعدالة الاجتماعية.
وأظن أن دستور مصر الجديد يؤكد كل ذلك وأكثر..
الجريدة الرسمية