رئيس التحرير
عصام كامل

فى الذكرى الثالثة للثورة..


كنت أنتظر من مركز معلومات مجلس الوزراء أن يقوم باستطلاع رأي بمناسبة حلول الذكري الثالثة لثورة ٢٥ يناير.. ولكن يبدو أن المركز نائم في العسل!


في استطلاع مركز المعلومات في الذكري الأولي للثورة أجاب عن أسئلة مهمة.. فقد ذهب ٨٢٪ إلي أن تأييدهم للثورة مرجعه القضاء علي البطالة، وغلاء المعيشة وقمع الشرطة.. والسؤال الآن بعد ٣ سنوات من الثورة.. هل تراجعت البطالة أم زادت؟ وهل تراجعت الأسعار أم توحشت؟ وهل عادت الشرطة لمعاملة الشعب بأسلوب جديد؟ أم ما زال الانفلات مسيطرا علي كثير من أنحاء البلاد.. وعلي سلوكياتنا وتعاملنا مع الآخرين؟ هل عادت عجلة الإنتاج إلي الدوران.. وتعافت السياحة؟ هل انخفض عدد الفقراء أم زادوا؟!

وماذا عن العشوائيات وسكان القبور.. والتعليم والصحة والسكن ومكافحة الفساد! والحريات بوجه عام.
كيف يري المصريون ثورة يناير بعد ثلاثة أعوام من اندلاعها.. وهل تحققت أهدافها من وجهة نظرهم؟! وإذا كانت لم تتحقق.. ما هي الأسباب.. وما هي الحلول.. ولماذا كانت ثورة ٣٠ يونيو وكيف نعبر بالبلاد إلي بر الأمان.. ونواجه الإرهاب ومؤامرات الداخل والخارج وعنف الإخوان!!؟

أسئلة كثيرة تحتاج إلي إجابات.. فوجود مؤشرات وأرقام أمام قادة البلاد يجعلهم علي بينة من أمر المصريين ماذا يريدون.. وإلي ماذا يتطلعون وهو ما يمكن الاستفادة فيما هم مقدومون عليه من تشريعات وقرارات وقوانين تعيد الثقة للناس، وتبعث بالتفاؤل إلي نفوسهم بعد إقرار الشعب المصري لدستور مصر الجديد بكثافة حضور وموافقة بنعم غير مسبوقة من قبل.

ويبقي علي الجميع بعد ثورتين رائعتين في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو أن يشارك بدور إيجابي وأن يتجاوز الخلافات والفرقة لنلتف جميعا خلف راية واحدة هي راية الوطن.. فثمار الثورتين من حق الجميع وفي القلب منهم شبابها النبيل الطاهر النقي وليس مجموعة من يطلقون علي أنفسهم بالثوار والحركات والنخبة بعد أن كشفهم الشعب.. ولمصلحة من يعملون ويتاجرون بدماء الشهداء!

مصر اليوم تحتاج إلي من يعمل ويفكر ويبني فكفى هدما وتعطيلا للإنتاج والاستقرار.. وما زلنا في انتظار استطلاع مركز معلومات مجلس الوزراء حتي نحصل علي الإجابات المهة لنبني عليها خطط المستقبل.
الجريدة الرسمية