لن ينفعكم مرسى
تصورت أن ضباط وجنود وزارة الداخلية قد تعلموا من الدرس الأعظم فى ثورة يناير، وهو أنه لا يجب أبداً أن يكونوا عصا السلطان الباطشة. فقد خسروا عندما كانوا ينفذون تعليمات النظام السابق بالاعتداء على المتظاهرين، وسحلهم وقتلهم.
صحيح أن الكثير منهم حصلوا على براءات بفضل إخفاء الأدلة فى عهد الإخوان والمجلس العسكرى، لكن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وعاجلاً أو آجلاً سوف يُحاسب من استباح دم المصريين، ليس فقط من رجال الداخلية ولكن من رجال الجيش ومن قادتهم.
الآن يريد مرسى والتنظيم السرى للإخوان أن يستبدلوا ميليشياتهم المسلحة، بضباط وعساكر وزارة الداخلية، مستفيداً من الضغوط العنيفة التى يتعرضون لها، وسقوط شهداء منهم. فيصبح عدوهم ليست هذه السلطة الإخوانية الغاشمة التى لا تريد حلاً سياسياً للأزمة، ولكن عدوهم كما يروج الإخوان وحلفاؤهم هم شباب الثوار الطاهر الذى يواجه وحده بشاعة هذا الرئيس وتنظيمه السرى.
ماذا ستكون النتيجة؟
مزيد من الكراهية لرجال الداخلية ولا أستبعد أن يتم مواجهة عنفهم بمزيد من العنف ضدهم، فلن يصمت الثوار على جرائمهم وعلى جرائم الإخوان.
ما المطلوب منهم؟
ليس إلحاحهم على التسليح لممارسة مزيد من القتل، ولكن رفضهم تنفيذ أوامر مرسى وتنظيمه السرى بتأديب المصريين، وإن اضطروا للتواجد فى الشارع، فأنتم تعرفون كيف تحمون أنفسكم دون سحل وقتل المصريين.