رئيس التحرير
عصام كامل

وماذا بعد ؟

فيتو

نحن نعيش فى فترة مهمة جدا من تاريخ مصر المحروسة نتطلع فيها إلى رسم طريق المستقبل لوطننا الحبيب ولأبنائنا وأحفادنا، ويأمل كل مصرى أصيل فى عودة الحياة إلى طبيعتها بعد صياغة الدستور واستفتاء الشعب عليه ، وأن يعلى الجميع قيمة الديمقراطية وينحاز لاختيار الأغلبية سواء كانت النتيجة "نعم" أو "لا" حتى نتفرغ لإعادة الحياة إلى ربوع الوطن فى كل المجالات.


ولا يخفى على أحد أن الأمن والأمان هما من أهم أولويات المواطن الذى يتطلع إلى اختفاء البلطجة والفوضى التى تعم الشارع فى المرور واحتلال الطرقات، وأيضا فوضى فرض الرأى بالقوة من المتصارعين فى ساحة السياسة الذين نسوا أن الحوار البناء واحترام الآراء أساس أى عمل سياسى أو مجتمعى خاصة أن الغالبية العظمى من الشعب هى التى تعانى من ويلات هذا الصراع الذى لابد أن ينتهى إلى نتيجة تضع مصالح الوطن والمواطنين فوق المصالح الحزبية والشخصية.

ويأتى الرياضيون بصفة عامة ضمن ضحايا عدم الاستقرار وهم قطاع كبير لايستهان به يعتمد فى صناعته على هدوء الأوضاع وتوافر الأمن لكى يؤدوا مهمتهم فى خدمة المجتمع بنشر الخلق الحميد والتسامح بين المتنافسين فضلا عن أنهم يعانون معاناة شديدة من جراء توقف النشاط الرياضى وبصفة خاصة كرة القدم التى يعمل بها أكثر من أربعة ملايين مواطن مابين لاعبين ومدربين وحكام وإعلاميين وعمال والخدمات الأخرى مثل الفنادق والمطاعم ووسائل المواصلات كما هو الحال فى السياحة.

لقد أصبح هؤلاء فى وضع لايحسدون عليه بسبب توقف النشاط حيث لادخل لهم إلا من كرة القدم وقد أغلقت أمامهم أبواب الأمل ولا يعلم إلا الله ماذا سيحدث إذا استمر الحال على ماهو عليه، فضلا عن نظرة البعض للرياضة وكرة القدم على أنها مجرد لعبة ولم يدركوا بعد أنها صناعة واستثمار يدر الملايين ، وإذا نظر هؤلاء إلى دولة مثل البرازيل سيجدون أن كرة القدم تمثل أهم موارد الدخل القومى لهذا البلد الذى ينتشر لاعبوه فى قارات العالم ويجلبون له مليارات من العملة الصعبة، ومصر بما لها من ثروة بشرية تستطيع بالتخطيط الجيد أن تصبح برازيل القارة الأفريقية ويصبح لكرة القدم دور فى تنمية موارد الدولة، هذا بخلاف أن لاعبى مصر يستثمرون أموالهم داخل البلاد فى مشروعات تفسح المجال لفرص عمل تخفف العبء عن كاهل الدولة.

أرجو من كل محب لهذا الوطن أن يُعمل العقل ويتفرغ للبناء وكفانا ماحدث من هدم للاقتصاد والأخلاق .. أفيقوا يرحمكم الله.
الجريدة الرسمية