رئيس التحرير
عصام كامل

د. جمال التلاوي رئيس هيئة الكتاب السابق لـ"فيتو": المثقفون غابوا عن 25 يناير وعليهم أن ينزلوا من أبراجهم العالية

فيتو

  • لم أطبع دستور الإخوان في الوقت الذي طبعه غيري
  • عندما اختارني علاء عبد العزيز لم أكن أعرف أنه إخواني
  • من يتهمني بمحاولة أخونة الهيئة عليه الإثبات 
  • كبار الكتاب أكثر انفصالا عن الواقع ويشكلون طبقة منعزلة 
  • وزارة الثقافة تعمل بآليات نمطية لم تتغير منذ 30 عاما
  • المجلس الأعلى للثقافة يجب أن يكون له دور أكبر في تبني المواهب

كاتب وروائي، 30 عاما في مجال الثقافة، تقلد خلالها العديد من المناصب القيادية، وكان آخرها رئيس مؤتمر أدباء مصر 28، ولكن اختياره رئيسا للهيئة العامة للكتاب في وزارة علاء عبد العزيز - وزير الثقافة الإخواني - لصق به تهمة انتمائه للجماعة الإرهابية.. إنه الدكتور جمال التلاوي الذي نفى في حوار لـ"فيتو" انتماءه للجماعة، وانتقد قبضة كبار الكتاب على أغلب اللجان والهيئات الثقافية.. إلى نص الحوار.

- كيف ترى مستقبل الثقافة في مصر؟
مستقبل الثقافة في مصر مهما كانت التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، متوقع لها الازدهار، ودائما في تقدم، ومفيدة طوال الوقت، وهي في كل العصور تكون عنصرا استشرافيا، وتمردا رافضا لما هو واقع، ولكن أتصور أن يتبع التغيرات التي تمر بها البلاد تغيرات أدبية، وثقافية، وربما لا تظهر في القريب العاجل، ولكن الشعر والفنون الأدبية ربما يظهر صداها سريعا، وقد تتأخر فنون أدبية أخرى مثل الرواية والمسرح كثيرا.

- ما دور الثقافة في ظل الأحداث التي تمر بها البلاد؟
الثقافة لها دورها في أصعب الظروف، حتى لو كانت في ظل هذه الظروف السياسية المتوترة، التي تعيشها البلاد، وعلى المثقف أن يكون أسبق بالخطوات، وينزل للشارع، ليس كما في 25 يناير، والتي كان المثقفون بها متأخرين كثيرا، وأصبح لا يجدي أن يكتب الأديب من مكتبه فقط، خاصة بعد الموجات الثورية المتتالية، وعليه أن ينزل الكتاب من أبراجهم العالية، ولا يكتبوا من التراث الثقافي، بل تكون ثقافته وكتاباته من الواقع.

- ما الصعوبة التي يواجهها الكُتَّاب في النشر؟
الكل يجد صعوبة كبيرة في النشر، لكنها صعوبة نسبية مقارنة بما كان يحدث منذ 20 عاما، عندما كانت منافذ النشر قليلة جدا، حتى الكتاب الموجودين الآن كان يطبعون بالطريقة القديمة، ولا شك أن الأمر يتطلب سلاسة أكثر سواء من الهيئة العامة للكتاب أو قصور الثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة، ويكون لها دور أكبر في تبني المواهب، التي لا ينبغي أن تنشر على حسابها الخاص.

- الكُتَّاب الجدد يعانون من انفصال الكبار عنهم.. ما تعليقك؟ 
كبار الكتاب هم الأكثر انفصالا عن الواقع، وعن الكُتَّاب الجدد، ويكونون طبقة خاصة بهم منعزلة، وعليهم رعاية الكتاب الجدد، وتقديمهم، والتقليل من قبضتهم على الثقافة المصرية، فأذكر كما من الأسماء الكبيرة مكررة في عدد من اللجان والهيئات ويكفي أن يكون عضوا في لجنة واحدة بدلا من التعددية، وعليهم أن يتركوا قليلا للأجيال الجديدة.

- في رأيك ما الخلل الذي أدى لضعف أداء وزارة الثقافة؟
نريد من وزارة الثقافة أن تعمل بآليات جديدة بدل النمطية الموجودة، والتي لم تتغير منذ 30 عاما، وبما أننا في حالة ثورية على الوزارة أن تتغير، نعترف أن هناك نشرا لكن هل يغطي كل المواهب، وهل الكتب والمجلات التي تصدر تصل لجميع أفراد الشعب المصري، وهناك أدباء يترشحون لجوائز عالمية، هل تتاح الفرصة للموهوبين وهم كثرة في مصر.

- أنت متهم بانتمائك للإخوان لقبولك منصب رئيس هيئة الكتاب في حكومتهم.. تعليقك؟
لو كان الأمر هكذا عليهم أن يتهموا كل من عمل في ظل حكومة الإخوان، بداية من رئيس الهيئة حتى رئيس الوزراء، ولا يوجد إنسان بين يوم وليلة ينتمي لفكر الإخوان، وأنا منذ 30 عاما في الوسط الثقافي لو كنت إخوانيا أو أنتمي لأي فكر آخر، لكان ذلك واضحا في كتاباتي، وحواراتي ولقاءاتي، وعندما اختارني الوزير السابق علاء عبد العزيز من كان يعلم أنه إخواني أو غير إخواني، وأنا شخصيا لم أكن أعرفه، وأنا قبلت المنصب ولو كان عرض عليّ من قبل كنت سأقبل فهذا حقي، فأنا لدي خبرة في العمل الثقافي، وعملت كثيرا في نقابات عديدة، ولو عرض بعد ذلك سأقبل، فلا يهمني نظام الحكم القائم، المهم ماذا أفعل أنا، ومن يرد أن يحاسبني ينظر لقراراتي وتصرفاتي، فكنت في فترة في نقابة اتحاد الكتاب في فترة مليئة بالتوترات الثقافية، وكنت دائما مع الأغلبية، وما تريده الجمعية العمومية، ومن يتهمني بمحاولة أخونة الهيئة عليه الإثبات، فأنا لم أطبع دستور الإخوان في الوقت الذي طبعه غيري، وأول كتاب أوقفت نشره كان لأخي، وكان مقدما من عامين، وأعلنت في ظل حكم الإخوان أني ضد الأخونة، بل كنت أسعى لفتح منافذ بأفريقيا، واتفقت مع 3 دول لترجمة الأدب المصري.

- كيف ترى مستقبل مصر ؟
مصر لن تسقط أبدا، ومهما مرت بأزمات فسوف تتعافى، وتعود أكبر مما كانت.
الجريدة الرسمية