«يونس في أحشاء الحوت».. أحلام تعبرها الذكريات لياسر عبداللطيف
مجموعة قصصية يلعب «الحلم» الدور الأساسي فيها، ليعبر الإنسان عما يدور بداخله والذي لا يعرفه إلا هو.. فعن المجموعة القصصية «يونس في أحشاء الحوت» حصل الكاتب ياسر عبد اللطيف، على جائزة «ساويرس» الثقافية، كأفضل مجموعة قصصية.
وفي تلك المجموعة القصصية التي حاول الكاتب أن يستعيد ذكرياته التي لا يعلم عنها أحد سواه، وذلك من خلال أحلامه، وهو ما ظهر جليًا من عنوان المجموعة «يونس في أحشاء الحوت» وهو ما يعني حالة الانفصال التام عن العالم والانفراد بالنفس.
كانت الأحلام عاملًا مشتركًا بين 10 قصص تكونت منها المجموعة.. فبدأ «عبد اللطيف» يروي عن الفتاة ذات الثالثة أو الرابعة عشرة من عمرها، والتي قابلها وهى تعاني من عيب خلقي بساقها اليمنى، أثناء توجهه لمدرسته وصادفت أنها تدرس معه أيضًا ولكنه أكبر منها بعامين.. تلك الفتاة التي صار بينهما قصة غرام شائعة في المدرسة قال عنها «نمت بيننا عاطفة لا أستطيع الآن تحديد كنهها.. مزيج عميق من الشفقة والعشق المثالي، كنت أكبرها بعامين أو نحو ذلك».
وعن شعوره مع زميلته في روضة الأطفال «عايدة رائد راضي»، والتي كانت تقف بجواره أمام حائط مطلي بشبكة من شرائح خشبية، ولكن اختفت «عايدة» من حياته بعد ذلك، روى الكاتب ياسر عبد اللطيف عن ذكرياته في قصة قصيرة داخل المجموعة حملت اسم «أربع دراسات لضوء النهار»، أنه ظل يذكر اسمها الثلاثي مرتبطًا بهذا الموقف فقط، حين سألها عن تلك الشبكة الخشبية قائلًا:«ايه ده؟!»، فردت بثقة طفل في الخامسة «ده الجزير»، تلك الكلمة التي لم يسمعها من قبل ولا بعدها في عمره الذي امتد خمسة وثلاثين عامًا أخرى عامًا أخرى.. ثم انتقل ليروي عن حديقة الحيوان بالجيزة التي قال بأنه يحب هذا المكان منذ وعت عيناه الأماكن خارج جدران البيت.
ويخبرنا الكاتب في المنتصف أنه اضطر للعمل في فريق لفيلم «تسيلي» عن الروائي السكندري إدوار الخراط، الذي لم يكن من كتابه المفضلين، ومنه أقدم على عمله لحاجته الماسة للنقود في تلك الفترة.
وفي قصة أخرى، داخل المجموعة عرض مغامرة له أثناء ذهابه لبيت «السقعان» والذي يبدو أنه تاجر مخدرات، والذي وجدوا عنده فتاة مخطوفة ورجل يطهو طعام له رائحة مقززة، وبعد عودته للمنزل نائما من مساء الإثنين ليستيقظ في ظهر الأربعاء، بينما يوم الثلاثاء تم حذفه شريط حياته، ليعرف بعدها من أصدقائه ما بدر منه في ذلك اليوم.
وبـ «يونس في أحشاء الحوت»، يا أحشاء كالتابوت، يونس حي لا يموت.... بهذه الأبيات التي كتبها الشاعر الراحل نجيب سرور، بدأ ياسر قصته التي سميت مجموعته عليها بوصف مفصل لجولة الكاتب داخل مول كبير في أمريكا الشمالية.. هذا المول الكبير ذو التسعة والستين بابا، مجربًا لبس ملابس رجال الفضاء، وهو عبارة عن جهاز لمحاكاة تجربة الغوص على غرار أجهزة محاكاة الطيران.
وفي ختام المجموعة القصصية يجيء الحلم بالعودة إلى المدرسة التي كان يدرس فيها صغيرا ويتقابل مع طبيبة نفسية تدعي «سلوان»، وبعد استيقاظه من النوم كان أول ما بدر منه هو اتصاله بها لتحديد موعد ليحكي لها ما حدث له.